بعد انتهاء “عاصفة الحزم” وتحقيق أهدافها وبدء عملية “إعادة الأمل ” في اليمن، تتجه الأنظار إلى سلطنة عُمان على أساس أن دبلوماسية “القوة الناعمة” التي تتبناها السلطنة تقود تدريجيًا إلى حل الأزمة اليمنية.
وتترقب العواصم العربية والعالمية ما ستسفر عنه الساعات القليلة القادمة بعد تزايد احتمالات طرح مبادرة عُمانية متكاملة لبدء جهود مكثفة تقود إلى التوصل إلى حل سلمى لهذه القضية المحتدمة، وذلك ارتكازا على عناصر خريطة طريق عمانية لإنهاء الأزمة.
وذكرت وكالة الأنباء العمانية أن مشاورات عدة تجرى حاليًا لبلورة الموقف، في وقت يشير فيه المراقبون إلى أن بنودها لن تخرج عن الأهداف المعلنة لعملية “عاصفة الحزم”، وذلك لضمان تأييد مختلف الأطراف للطرح العماني.
وتتضمن المبادرة العمانية 7 نقاط هي: انسحاب الحوثيين وقوات الرئيس السابق على عبدالله صالح من جميع المدن وإلزامهما بإعادة العتاد العسكري للجيش، وعودة السلطة الشرعية إلى اليمن برئاسة الرئيس عبدربه منصور هادي، والمسارعة بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في أقرب وقت، والتوافق على حكومة جديدة تضم جميع أطياف الشعب اليمني وأحزابه، وتحول جماعة الحوثيين إلى حزب سياسي يشارك في الحياة السياسية بطرق شرعية، وعقد مؤتمر دولي للمانحين بهدف مساعدة الاقتصاد اليمني، وأخيرا تقديم اقتراح بإدخال اليمن ضمن منظومة مجلس التعاون الخليجي.
وعلى الصعيد السياسي، أشارت وكالة الأنباء العمانية إلى تقارير دبلوماسية عربية بأنه أصبح في حكم المؤكد أن تواصل السلطنة إجراء المزيد من الاتصالات مع مختلف الأطراف المعنية لبحث إيجاد حل سياسي، ونقلت عن مصادر خليجية مطلعة أن جهود السلطنة ستحقق المزيد من النجاحات خلال أسبوع إن لم يكن خلال أيام.
وتركز عناصر الرؤية المتوقعة للتحرك العماني على الحفاظ على الشرعية في اليمن، حيث تتمتع سلطنة عُمان بعلاقات وثيقة مع كل القوى الفاعلة في ظل علاقتها الوثيقة مع الدول الخليجية التى تعلق آمالا كبيرة على نجاح جهود السلطنة لكى تتجنب المنطقة مخاطر تداعيات الموقف، لاسيما وأن السلطنة لم تشارك في العمليات العسكرية، مما يؤهلها لدور الوسيط الحكيم والمقبول من جميع القوى.
المصدر:أ ش أ