صرح الدكتور حاتم عودة رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بأن الآمال تزداد حاليًا بين علماء الفلك في مشاهدة مظهر كونى رائع مع اقتراب مذنب أيسون من الشمس حيث تتسبب الحرارة الصادرة عنها في ذوبان الجليد على سطح المذنب مما يحدث ذيولاً براقة ومميزة وأجسامًا مضيئة.
وأضاف في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم أن العام الميلادي الحالي كان عامًا مميزًا لعلماء الفلك الذين نجحوا في رصد وتتبع الكثير من الظواهر الكونية وحركة المذنبات وسيتوجه ظهور مذنب “ايسون” الذى سيمكن رؤيته بالعين المجردة فى ساعات الصباح الباكر فى مطلع ديسمبر القادم فى ظاهرة نادرة جدًا تحدث مرة كل 10 ملايين عام.
وأضاف أن مذنب ايسون يقترب حاليًا من الشمس وأنه قد يتعرض للتبخر أوالتفتت ولكن علماء الفلك يتوقعون أن يصمد المذنب ويتماسك تجاه درجة حرارة الشمس ليمنح سكان كوكب الأرض فرصة نادرة فى رؤيته بالعين المجردة.
وتوقع أن يمر المذنب على مسافة تقدر بحوالي مليون كيلومتر فقط بعيدًا عن سطح الشمس يوم 28 نوفمبر الحالي، حيث يدور حولها ويتحرك بسرعة 377 كيلومترًا في الثانية مما يرفع درجة حرارته إلى نحو 2760 درجة مئوية أي ما يكفى لتبخير الجليد على سطحه وكذلك الصخور والمعادن التي قد تتفتت نتيجة جاذبية الشمس.
وأشار إلى أن علماء الفلك فى مختلف أنحاء العالم أصبح بإمكانهم استخدام الوسائل الحديثة فى ترقب ورصد حركة المذنبات بل وتوقع مواعيد زيارتها بالمعادلات الرياضية.
ومن جانبه، قال الدكتور أشرف تادرس لطيف رئيس قسم الفلك بالمعهد إن مذنب إيسون يفوق فى لمعانه ضوء القمر، وهو يشق طريقه نحو كوكب الأرض فى شهر ديسمبر القادم، حيث يتوقع الفلكيون أن يكون أكثر المذنبات إشعاعًا وألمعها رؤية فى القرن الحادى والعشرين.
واضاف أن المعهد يجرى استعداداته لتتبع زيارة المذنب ايسون الذى يلاقى ترحيبًا ليس فقط من علماء الفلك، ولكن من الجمهور أيضًا وهواة الفلك، مشيرًا إلى أنه وفقًا للحسابات الفلكية فإنه يمكن رؤية المذنب بالعين المجردة بعد حلول ليل آخر شهر نوفمبر الحالى، وهى ظاهرة نادرة جدًا.
وأوضح أن مذنب ايسون مصدره منطقة فى النظام الشمسى تعرف باسم “سحابة أورت” تمتد من أعلى مدارات الكواكب إلى حدود المجموعة الشمسية.
وذكر أن كويكب “99942- أبوفيس” كان أول زائر لكوكب الأرض فى هذا العام فألقى التحية عن قرب عليها فى يناير الماضى ومر بسلام بمحاذاة الأرض، فيما كان مذنب “بان ستار” هو الزائر الثانى الذى تم مشاهدته فى الأفق الغربى من سماء القاهرة ودول نصف الكرة الشمالى وبصورة أكثر لمعانًا منتصف شهر مارس الماضى، وتعد زيارة مذنب “بان ستار” لنصف الكرة الشمالي هى الأولى من نوعها، حيث قضى المذنب المكتشف في يونيو 2011 معظم وقته مرئيًا في نصف الكرة الجنوبي فقط، ويتميز بذيله الطويل ولونه الذى يميل إلى الاحمرار ولمعانه.
المصدر : أ ش أ