اتهم رئيس البرلمان العراقي، أسامة النجيفي، القيادات العسكرية في الموصل بالتخلي “عن واجبها في الدفاع” عن المدينة التي سيطرت عليها جماعات مسلحة بعد أن استولت على مقار حكومية وقواعد للشرطة والجيش.
وقال النجيفي في مؤتمر صحفي، إن إهمال القيادات الأمنية أدى إلى سيطرة “الإرهاب” على مدينة الموصل في محافظة نينوى، رغم أن المحافظ كان قد أبلغ الأجهزة الأمنية بوجود تجمع للمسلحين في مناطق عدة.
وكان محافظ نينوى، أثيل النجيفي، فر من مقر المحافظة في أعقاب الهجوم الذي شنه مئات من المسلحين بقذائف صاروخية وبنادق قناصة ورشاشات ثقيلة مثبتة على مركبات، حسب ما أفادت مصادر أمنية وشهود عيان.
وأضاف رئيس البرلمان أن ما يحدث في الموصل كارثة واستغرب “هروب الجيش من المدينة” قبل أن يلوح بطلب المساعدة من القوات الأمنية التابعة لإقليم كردستان، مشيرا إلى أن “العراق يتعرض لغزو خارجي”.
وكانت مصادر في قيادة شرطة الموصل قالت إن المسلحين تمكنوا من بسط سيطرتهم على سجون التسفيرات ومديرية مكافحة الإرهاب وبادوش في الموصل، مضيفا أنهم أطلقوا سراح أكثر من 1400 معتقل من سجن بادوش.
كما سيطروا، وفقا للمصدر نفسه، على مبنى المحافظة ومركز شرطة الدواسة وعلى المطار ومبنى المصرف المركزي، وعلى مقر الفوج الثالث التابع للواء “صولة الفرسان” جنوبي المدينة، بعد 3 أيام من محاصرته.
وذكرت مصادر أمنية أن قوات الأمن في الموصل تلقت تعليمات من الحكومة المركزية في بغداد بالانسحاب من المدينة، في حين حمل رئيس البرلمان الجهات الأمنية مسؤولية التدهور الأمني.
وفي محافظة صلاح الدين التي توجه إليها المسلحون حسب النيجيفي بعد سقوط نينوى، قال مصدر في قيادة شرطة إن عشرات المسلحين فرضوا سيطرتهم على مناطق قنيطرة والخميسات، والشيخ حمد، شرقي قضاء الشرقاط.
وأضاف المصدر أن المسلحين نظموا استعراضا عسكريا في قرية الشيخ حمد والمناطق التي سيطروا عليها، حاملين الرايات السوداء لتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، ويدعون الأهالي عبر مكبرات الصوت للانضمام إليهم.
وكانت عشرات العوائل أجبرت على النزوح عن منازلها في المناطق التي تشهد مواجهات مسلحة، مما دفع النجيفي الاثنين الماضي، إلى مطالبة قوات الأمن بتطهير الأحياء السكنية من المسلحين خصوصا في الموصل.
ودفعت تلك التطورات قوات “البشمركة” الكردية التابعة لإقليم كردستان، الذي يتمتع بحكم ذاتي، إلى الاستنفار بالتوازي مع حركة النزوح الكثيفة من قبل أهالي الموصل إلى المناطق الكردية بشمال العراق.
وفي سياق منفصل، قتل أحد عناصر “الصحوة” في هجوم انتحاري استهدف حاجزا في عامرية الفلوجة، كما كما أصيب 5 أشخاص في تفجير سيارة مفخخة قرب سوق لبيع الخضار في ناحية جديدة الشط شمال غرب ديالى.
جدير بالذكر أن رئيس الوزراء، نوري المالكي، الذي يحاول عبر التفاوض مع الأطراف السياسية الأخرى الفائزة في الانتخابات التشريعية، الاستمرار بالحكم لولاية ثالثة، لم يصدر أي بيان بشأن تدهور الأوضاع الأمنية وسقوط الموصل.
المصدر: الوكالات