قال مسؤولون من الطرفين المتحاربين إن إسرائيل والفلسطينيين قبلا اليوم الأحد اقتراحا مصريا بوقف جديد لإطلاق النار مدته 72 ساعة في غزة تبدأ الساعة 2100 بتوقيت جرينتش.
وقال مسؤول حكومي إسرائيلي كبير “إسرائيل قبلت الاقتراح المصري” وأضاف ان المفاوضين الاسرائيليين سيعودون إلى القاهرة يوم الاثنين لاستئناف المحادثات غير المباشرة مع الفلسطينيين إذا صمدت الهدنة.
وكان الوفد الاسرائيلي قد عاد إلى بلاده يوم الجمعة قبل انتهاء هدنة سابقة مدتها 72 ساعة وتجدد القتال المستمر منذ شهر.
وقال مسؤول من حركة حماس إن فصائل فلسطينية قبلت دعوة مصر وإن محادثات القاهرة ستستمر.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان “مصر تدعو الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني للالتزام بوقف إطلاق نار جديد لمدة 72 ساعة اعتبارا من الساعة 0001 بتوقيت القاهرة” يوم الاثنين.
وأضاف البيان أن ذلك يأتي “من أجل تهيئة الأجواء لتدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية اللازمة وإصلاح البنية التحتية واستغلال تلك الهدنة في استئناف الجانبين للمفاوضات غير المباشرة بصورة فورية ومتواصلة.”
وتطالب حماس بانهاء الحصار الاسرائيلي والقيود المصرية على القطاع الساحلي وفتح ميناء بحري في غزة وهو مشروع تقول اسرائيل انه لا يمكن مناقشته إلا في إطار محادثات مع الفلسطينيين بشأن اتفاق سلام دائم.
وقال مسعفون إن الغارات الجوية الإسرائيلية والقصف أدى إلى استشهاد ثلاثة فلسطينيين في غزة يوم الأحد بينهم صبي يبلغ من العمر 14 عاما وامرأة في اليوم الثالث من القتال الذي اندلع بعد انتهاء الهدنة.
ومنذ انتهاء الهدنة التي استمرت ثلاثة أيام استمر النشطاء الفلسطينيون في اطلاق الصواريخ وقذائف المورتر التي ركزت على المزارع الجماعية الإسرائيلية على الجانب الآخر من الحدود لاضعاف الروح المعنوية في إسرائيل فيما يبدو دون دفعها إلى غزو بري جديد لقطاع غزة.
واستشهد 1893 فلسطينيا و 67 إسرائيليا في نحو شهر من القتال بينما دمر القصف الاسرائيلي مساحات واسعة من القطاع صغير المساحة والمكتظ بالسكان. لكن الضغط الدولي لوقف إطلاق النار هذه المرة أضعف مما حدث في جولات سابقة من الصراع الفلسطيني الاسرائيلي مع وجود أزمات دولية أخرى خاصة في العراق وأوكرانيا تستحوذ على اهتمام القوى الكبرى.
وتراجعت وتيرة العنف مقارنة ببدء الصراع عندما كان يطلق أكثر من مئة صاروخ يوميا على مدن إسرائيلية من بينها تل أبيب التي لم تتعرض للهجوم منذ أن سحبت إسرائيل قواتها البرية من غزة يوم الثلاثاء.
وقبل انتهاء الهدنة يوم الجمعة قالت إسرائيل إنها مستعدة لقبول تمديدها لكن حماس لم توافق وطالبت برفع الحصار عن قطاع غزة.
وتقاوم إسرائيل تخفيف الحصار على غزة وتعتقد أن حماس قد تعيد تزويد نفسها بأسلحة من الخارج.
وتتمثل النقطة الشائكة في مطلب إسرائيل بالحصول على ضمانات بألا تستخدم حماس أي امدادات يتم ارسالها إلى غزة لاعادة الاعمار في حفر المزيد من الانفاق التي يستخدمها مقاتلون فلسطينيون للتسلل إلى إسرائيل.
ويجتمع وسطاء مصريون بشكل منفصل مع كل من الطرفين في ظل إنكار حركة حماس التي تهيمن على قطاع غزة لحق إسرائيل في الوجود واعتبار إسرائيل للحركة منظمة إرهابية.
ورغم أن منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية لا تعترض الصواريخ قصيرة المدى فالاصابات ضئيلة لأسباب من أهمها أن ما يصل إلى 80 في المئة من سكان المزارع الجماعية الحدودية وعددهم 5000 فروا قبل هدنة الأسبوع الماضي.
المصدر: رويترز