قال مسؤول إيراني بارز إن محور السياسة الخارجية لبلاده في المنطقة قائم على أساس وجود مصر قوية في المعادلات الإقليمية في المنطقة لمواجهة التحديات الكبرى التي تهدد بلدان المنطقة في المرحلة المقبلة جراء أطماع الدول الكبرى.
وقال الدكتور هادي سليمان بور، وكيل وزارة الخارجية الإيرانية، مدير معهد الدراسات السياسية والدولية، خلال لقائه الثلاثاء، وفد الدبلوماسية الشعبية المصري الذي يزور إيران حاليًا، «تعلمون أن هناك قوى كبرى لا تريد مصر قوية وتعمل على إضعافها، ومن هنا لابد أن تعود مصر إلى مكانتها القائدة في العالم العربي وأن تلعب دورها المحوري في التعاون الإقليمي بين بلدان المنطقة ومواجهة التحديات الخارجية».
وأضاف «بور»، خلال اللقاء الذي شهده عدد من سفراء إيران السابقين في عدة دول عربية، أن هناك مجالات واعدة للتعاون المشترك بين البلدين في تبني استراتيجية للتعاون الإقليمي بين بلدان المنطقة وتنحية القضايا الخلافية والتصدي لقوى التطرف للحفاظ على الطبيعة السلمية لبلدان المنطقة.
وحذر من أن بلدان المنطقة يمكن أن تواجه مخاطر «البلقنة» إذا لم تنح خلافاتها جانبًا وتركز على استراتيجية طموحة للتعاون الإقليمي عمادها التعاون بين البلدان الكبرى خاصة مصر وإيران والسعودية وتركيا، وقال إن هناك تهديدات حقيقية تتمثل في محاولات قوى خارجية استغلال حالة عدم الاستقرار التي أعقبت ثورات الربيع العربي لتفكيك الدول الكبرى بالمنطقة وإضعافها لخدمة مخططات السيطرة على المنطقة ونهب ثرواتها، وإخضاعها لخدمة أجندات خارجية.
وأعرب سفير مصر لدى إيران، السفير خالد عمارة، خلال اللقاء، عن ارتياحه لفرص تطوير العلاقات بين البلدين في المرحلة المقبلة، وقال إنه متفائل بمستقبل هذه العلاقات رغم ما تواجهه المنطقة من تحديات كبرى تحتم التعاون المشترك بين بلدانها للتعامل الجاد معها وحماية المنطقة من أي مخاطر تهددها.
من جانبه، قال رئيس وفد الدبلوماسية الشعبية المصرية، الدكتور صلاح الدسوقي، إن الوفد يحمل رسالة من الشعب المصري والقوى السياسية لإطلاع الجانب الإيراني على التطورات المتسارعة التي تشهدها مصر عقب ثورتي «25 يناير و30 يونيو»، والتي تستهدف التأكيد على استقلال القرار، واستعادة مصر لدورها المحوري في قضايا المنطقة، وأشار إلى أن الوفد شرح خلال لقاءاته مع عدد من المسؤولين الإيرانيين معالم خارطة المستقبل التي توافقت عليها القوى السياسية المصرية بعد ثورة 30 يونيو، وأهمها الانتهاء من إنجاز مشروع الدستور الجديد المقرر طرحه للاستفتاء العام الشهر المقبل، حسب قوله.
يذكر أن وفدًا شعبيًا مصريًا بدأ، الثلاثاء، زيارة إلى طهران بهدف تعزيز العلاقات بين البلدين والشعبين في إطار جهود الدبلوماسية الشعبية دعما لجهود الدولة والدبلوماسية الرسمية.
المصدر: أ ش أ