يتوجه الناخبون الجزائريون اليوم الى مراكز الاقتراع فى 48 ولاية لاختيار رئيس من بين ستة مرشحين أبرزهم الرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة ومنافسه على بن فليس ولويزة حنون، وسط منافسة حادة ومراقبة إقليمية تمثلها الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامى والاتحاد الأوربي، وسيحدد الناخبون فى هذه الانتخابات اسم رئيسهم المقبل وذلك بعد أن اكتملت جميع الاستعدادات والتحضيرات لهذه الانتخابات التى يصفونها التى توصف بأنها مهمة ومصيرية فى تاريخ الجزائر الحديث.
وفى رسالة وجهها بمناسبة الاحتفال بيوم العلم الذى يوافق 16 أبريل، دعا بوتفليقة كل الجزائريين الى المشاركة فى الانتخابات الرئاسية، مؤكدا أنها واجب على كل جزائرى وحق من حقوق المواطنة، معتبرا الامتناع عن التصويت بدون مبررات قوية سلوكا لا يعبر عن الانتماء للجزائر، وإن كان الامتناع مرجعه نزعة عبثية فهو ناجم عن جنوح متعمد لعدم مواكبة الأمة و عدولا عن مسيرتها .
ومن جانبه، كذب المرشح على بن فليس الذى يصفه البعض بأنه الخصم الأقوى لبوتفليقة المحاولات الاعلامية التى فسرت تصريحاته الأخيرة بأنه يسعى لتأليب الشارع الجزائرى اذا فشل فى الانتخابات عندما قال بن فليس عبارة «لن أسكت»، موضحا أنه قال « لن أسكت عن حقى اذا تم اغتصاب إرادة الشعب ».
ورأى وزير الدولة ووزير الداخلية الطيب بلعيز أن الحملة الانتخابية التى سبقت التوجه الى صناديق الاقتراع اليوم ، قد جرت فى ظروف جيدة، وفى رده على من يتهمون الإدارة بالتزوير حتى قبل عملية الاقتراع، قال: إن هؤلاء الأشخاص يضعوننا أمام منطق متناقض، يقضى بأن نزاهة الانتخابات مرهونة بفوزهم، وأن فشلهم يعنى حدوث تزوير.
ويتوقع محللون سياسيون جزائريون ألا تقل نسبة المشاركة فى الانتخابات الجزائرية عن 60%، برغم الاستقطاب الذى شهدته الحملة الانتخابية من جهة و الظروف الدولية التى تمر بها المنطقة العربية والرغبة الملحة فى ضرب استقرار الجزائر من جهة أخرى، لكن نصر الدين قاسم المحلل السياسى الجزائرى المتخصص فى الحركات الدينية يشير الى انخفاض نسبة التصويت، ليس بسبب دعوات المقاطعة و العزوف التى أطلقتها بعض الأحزاب، ولكن لأن المواطنيين فقدوا الثقة فى أهمية تصويتهم على حد قوله، مشيرا الى أن هذه هى المرة الأولى التى تقاطع فيها الأحزاب الاسلامية الانتخابات ولا تدفع فيها بأى مرشح.
وفى غضون ذلك، أعلن ثلاثة مرشحين تحالفا ضد التزوير وهم رئيس الوزراء الأسبق، على بن فليس ورئيس حزب الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي، ورئيس حزب «عهد 54»، على فوزى رباعين، مؤكدين أنهم سيعملون معا من أجل مراقبة عملية الاقتراع الرئاسي، كما طلبوا من وزارتى الداخلية والعدل أن تلزما رؤساء لجان المراقبة على المستويين البلدى والمحلى بالتعامل مع ممثليهم. وشدد المرشحون الثلاثة على تنسيق العمل وتبادل المعلومات قبل وأثناء وبعد انتهاء عملية التصويت، الى مراقبة عملية الفرز وتسليم محضر النتائج فى كل مركز اقتراع.
وتقدم لانتخابات الرئاسة، اضافة الى بن فليس وتواتى ورباعين، كل من الرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة، ورئيس حزب جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد، والأمينة العامة لحزب العمال اليساري، لويزة حنون.
وفى سياق متصل، أعرب محمد صبيح رئيس بعثة مراقبى جامعة الدول العربية للانتخابات الرئاسية عن تفاؤل أعضاء البعثة بأن هذا الموعد الانتخابى سيقودهم إلى «عرس ديمقراطي» يعتزون به سترضى نتائجه الناخبين الجزائرين. وقال صبيح فى تصريح أدلى به عقب لقائه مع الطيب بلعيز وزير الدولة ووزير الداخلية و الجماعات المحلية الجزائرى :نحن متفائلون بأن نتائج الانتخابات الرئاسية ستحظى برضا الشعب الجزائريى, مشيرا إلى أن البعثة المكونة من 119 عضوا ستقوم بتغطية العملية الانتخابية فى كافة ولايات الجزائر، مذكرا بأنهم قد التقوا بالمسئولين والمشرفين على تنظيم الانتخابات، واطلعوا على كل الوثائق والقوانين الجزائرية الخاصة بالانتخابات وتنظيمها وتلقوا شرحا اضافية عنها. كما أعرب محمد الحبيب كعباشى رئيس بعثة مراقبى منظمة التعاون الاسلامى للانتخابات الرئاسية ،عن ارتياحه للظروف التى جرت فيهاالحملة الانتخابية ،منوها بالإرادة السياسية الجزائرية الصادقة لإرساء دعائم الديمقراطية الدائمة ودولة القانون والحكم الرشيد.