فى كفن أبيض بسيط سجى جثمان العاهل السعودى الراحل الملك عبد الله – أحد أثرى أثرياء العالم على مر التاريخ – فى قبر بلا شاهد فى مقبرة بالرياض سبقه إليها الكثير من رعاياه.
فالإسلام يحرم المبالغة فى إبداء الحزن أو الحداد، ولم تعلن المملكة عن فترة حداد رسمى ولم تنكس الأعلام التى تحمل اسم الله ورسوله.
ورغم أن الملك الراحل كان يحظى بشعبية واضحة بين رعاياه لم تتدفق الجماهير على الشوارع، تعبيرا عن الحزن لوفاته كما يحدث عادة مع زعماء دول أخرى.
كانت المصالح الحكومية مغلقة كما هو معتاد اليوم الجمعة، وستكون مغلقة أيضا غدا السبت وهما يوما العطلة الأسبوعية المعتادة فى معظم دول الشرق الأوسط، وستعاود العمل يوم الأحد كما هو معتاد أيضا.
وفى سيارة من سيارات الإسعاف بمدينة الرياض نقل جثمان الملك إلى مسجد الإمام تركى، حيث اصطف زعماء وأمراء وشيوخ ورجال أعمال بارزون لأداء صلاة العصر قبل الصلاة عليه.
ونقل الجثمان وسط الحشود على محفة بسيطة وسجى أمام المصلين، ثم حمله أقارب الملك إلى القبر الذى دفن فيه دون مراسم أخرى.
يختلف المشهد جل الاختلاف عن صورة الترف المتوقعة لملك يجلس على عرش أكبر دولة مصدرة للنفط فى العالم.
واتسمت حياة الملك عبد الله بالبساطة، حتى إنه كان يفضل أن يمضى عطلاته فى مخيم بالصحراء لا فى قصور فخمة على شواطئ البحر المتوسط.
وعرف عنه أيضا أنه حد من مغالاة الترف بين بعض أفراد عائلته حين تولى السلطة وأصدر تعليمات للأمراء بأن يتحملوا دفع فواتير هواتفهم وحجز المقاعد مقدما على طائرات الخطوط الجوية السعودية.. شركة الطيران الوطنية.
ودفن الملك عبد الله اليوم الجمعة، فى مقبرة العود التى دفن فيها من قبله أسلافه وإخوته دون شواهد تحمل أسماءهم، ودفن آخرون من أسرة آل سعود فى مقابر بسيطة أيضا بمدن أخرى بالمملكة.
إلا أن اسم الملك عبد الله مرفوع على الكثير من مبانى المملكة منها على سبيل المثال لا الحصر تلك الجامعة الضخمة فى جدة وصندوق للمنح الدراسية ومجمع طبى فى مكة ووكالة الطاقة المتجددة بالمملكة وطريق رئيسى بالرياض تم تطويره فى الآونة الأخيرة.
المصدر : رويترز