تتسم العلاقات المصرية الأمريكية دائمًا بالشد والجذب، وهو الأمر الذي كان جليًّا للجميع خلال الفترة التي تلت ثورة 30 يونيو 2013 والتى قام خلالها الشعب بالاطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى وهو ما تسبب فى توتر العلاقات مع ادارة الرئيس باراك اوباما .
ونستعرض فى التقرير التالى مراحل تطور العلاقات المصرية الامريكية خلال الخمسة عقود الاخيرة :
بلغت الصراعات بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية ذروتها عام 1967، حينما اتخذت القاهرة قرارها بقطع علاقاتها مع واشنطن، في حين بلغت التفاعلات التعاونية بينهما قمتها فى السنوات الأخيرة لحكم السادات، خاصة بعد موافقته من حيث المبدأ على منح الولايات المتحدة الامركية قاعدة عسكرية فى رأس “بناس”، وعادت العلاقات المصرية الأمريكية فى مارس 1974.
فى عهد جمال عبد الناصر :
شهدت العلاقات توترات كبيرة حتى وصلت إلى مستوى قطع العلاقات الدبلوماسية؛ نظرًا لرفض واشنطن بناء مشروع السد العالى، وتسليح الجيش المصري، خاصة بعد اتجاه عبدالناصر إلى الاعتماد على الاتحاد السوفييتي ومعسكره.
1956 : برز الخلاف المصري الأمريكي بشأن تمويل السد العالى، ولكن الولايات المتحدة الأمريكية ساندت موقف مصر في مواجهة العدوان الثلاثى، حيث أسهم الموقف الأمريكي مع الموقف السوفييتي في إنهاء العدوان الثلاثي.
في سنة 1959 عقدت الولايات المتحدة مع مصر اتفاقًا تبيع لها بمقتضاه قمحًا أمريكيًّا بالجنيه المصري، وكانت مدة الاتفاق ثلاث سنوات، وقيمته ثلاثمائة مليون دولار. كما قدمت واشنطن ثلاثمائة منحة دراسية لطلبة مصريين يتلقون العلم في الولايات المتحدة.
في سنة 1961 أرسل الرئيس الأمريكي جون كيندى خطابًا إلى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر يعرض عليه رغبة الولايات المتحدة في تسوية النزاع العربي الإسرائيلي. وردَّ عليه الرئيس جمال عبدالناصر بأن هناك طريقًا واحدًا إلى تسوية هذا النزاع وهو طريق رد الحق العربي.
بداية من سنة 1965 تدهورت العلاقات المصرية الأمريكية إلى حد قطع العلاقات الدبلوماسية بعد المساندة الأمريكية لإسرائيل في عدوانها على مصر في 5 يونيو 1967.
في عهد السادات:
مارس 1974: استؤنفت العلاقات بين مصر والولايات المتحدة، ومنذ استئناف العلاقات بين البلدين وهناك إدراك متبادل بأهمية كل منهما للآخر، وأن الحفاظ على علاقات طيبة بينهما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.
سبتمر 1977: ووصلت العلاقات إلى ذروتها في عهد السادات، خاصة بعد زيارة السادات لإسرائيل فى سبتمبر 1977 والتوصل إلى اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل بوساطة أمريكية في مارس 1979.
وتمثل عملية السلام في الشرق الأوسط محورًا أساسيًّا في العلاقات بين مصر والولايات المتحدة. ورغم تقدير الولايات المتحدة للدور الذي تلعبه مصر على صعيد عملية السلام وتهدئة الأوضاع الإقليمية، لكن ذلك لم يمنع ظهور بعض الاختلافات في وجهات النظر بين الدولتين حول بعض القضايا، خاصة مع تبنِّي السياسة الأمريكية العديد من المواقف الإسرائيلية غير المقبولة.
في عهد مبارك:
وصلت العلاقات إلى قمتها في عهد حسني مبارك، استمرارًا للعلاقات السابقة، لكنها تدهورت عقب أحداث 11 سبتمبر.
في عام 2004 توترت العلاقات بين البلدين عقب أحداث 11 سبتمبر وتفجير برج التجارة العالمي، فتوترت العلاقات بين أمريكا والوطن العربي كله، ولا سيما مصر، لكن كان مبارك يحاول تهدئة الوضع.
ثورة 25 يناير:
أعلنت واشنطن تأييدها لثورة 25 يناير، بل إن باراك أوباما، الرئيس الأمريكي السابق، طالب حسني مبارك الرئيس الأسبق بالتخلي عن الحكم في أسرع وقت.
ثورة 30 يونيو:
توترت العلاقات بين مصر والولايات المتحدة عقب ثورة 30 يونيو وخلع الرئيس الإخواني محمد مرسي، والتي لم تعترف واشنطن بها كثورة شعبية ضد نظام المرشد.
وتأتي زيارة السيسي للبيت الأبيض لكي تعيد العلاقات إلى نصابها مرة أخرى بعد فتور طويل ومراحل شد وجذب مختلفة بين البلدين، في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب.