قالت سنية مبارك، مديرة مهرجان قرطاج الدولي، إن بعض عروض المهرجان الذي يستعد لإطلاق دورته الحادية والخمسين هذا الشهر قد تلغى بعد هجوم مسلح أسفر عن مقتل 38 سائحا في مدينة سوسة الأسبوع الماضي.
وقالت مديرة أعرق مهرجانات تونس، “قد يلغى عرض الباليه البولندي رغم رغبتهم في القدوم بسبب قرار السلطات البولندية منع السفر إلى تونس، كما قد تغيب المغنية ناتالي إمبروليا بسبب المخاوف الأمنية بعد هجوم سوسة”.
وفتح شاب النار على سياح في فندق إمبريال مرحبًا بمنتجع سوسة السياحي ليقتل 38 سائحًا أغلبهم من البريطانيين في أسوأ هجوم في تاريخ البلاد التي تعتبر وجهة سياحية مميزة للأوروبيين.
وقالت مبارك “هناك دول عبرت عن مساندتها لتونس بتوجيه رسائل إيجابية لكن بعض الدول منعت مواطنيها من السفر إلى تونس بسبب المخاوف الأمنية رغم التطمينات والمحاولات الكبيرة التي نقوم بها”.
وأكدت أن إدارة المهرجان مستعدة لتوفير أفضل الظروف لإنجاح الدورة الحادية والخمسين.
وقالت “مستعدون لاستقبال الفنانين وجماهير المهرجان في أفضل الظروف اذ أخذنا كل الاحتياطات، وضاعفنا الإجراءات الأمنية بالتعاون مع وزارة الداخلية”.
وأضافت “نحن معنيون مباشرة بتقديم صورة ناصعة ومشعة لتونس.. ومحو الصورة القاتمة التي يراد لها أن تكون”.
وتابعت قائلة “تونس تشع فنا على العالم من خلال عروض متنوعة منفتحة على كل الحضارات والثقافات حاملة رسالة قوية بأن الفن في خدمة حوار الحضارات والثقافات”.
ويشارك في دورة هذا العام من المهرجان اللبناني وائل كفوري والفلسطيني محمد عساف والمصرية آمال ماهر والتونسي لطفي بوشناق.
ومن الغرب المغنية الأمريكية لورين هيل والبريطاني شارلي ونستون والأمريكي من أصل سنغالي أكون إضافة إلى أومو سنجاري من مالي.
وقالت مبارك إن الرهان على تنوع الفنون والعروض مستمر في دورة هذا العام من المهرجان.
وقالت “بالنسبة لي أول مقياس لاختيار العروض هو المحافظة على التنوع الذي واصلنا دعمه في الدورة الحالية بتقديم عروض الباليه والموسيقى السيمفونية والمسرح الغنائي والسيرك وكل أنواع الموسيقات العالمية وكل اشكال التعبيرات الفنية والموسيقية”.
وقالت “تونس منفتحة على الآخر .. مفترق طرق وحضارات وتفتح ذراعيها لكل الفنون والثقافات والحضارات لذلك نعمل دائما على تكريس التنوع في اختيار عروض المهرجان”.
وعلى مدى خمسة عقود كان قرطاج أحد أبرز المهرجانات العربية واستقطب نجوم الموسيقى العالمية قبل أن يشهد خفوتا تدريجيا في السنوات القليلة الماضية لقلة عدد النجوم المشاركين.
وواجهت مبارك انتقادات بسبب ضعف العروض وغياب نجوم كبار عن الدورة الجديدة للمهرجان العريق لكنها اعتبرتها مجانبة للصواب.
وقالت “من الغريب الحكم على دورة قبل متابعة العروض.. ألا يعتبر لطفي بوشناق أو الممثلة والمسرحية منى نور الدين والفنان التركي عمر فاروق قامات فنية؟”.
وأضافت “اختيرت الفرنسية إنديلا فنانة العام كما تعتبر الأمريكية لورين هيل من أحلى الأصوات الأمريكية إضافة للفنانة المالية أومو سنجاري”.
وتابعت قائلة “هذه عروض لا يمكن أن تراها كل يوم وترضي كل الأذواق.. كل الألوان الفنية مثل الراب والفنون الشعبية لها جمهورها ولسنا مع اقصاء أي نوع”.
وعن مكانة مهرجان قرطاج مقارنة بمهرجانات أخرى عربية قد تكون خطفت منه الأضواء اعتبرت مبارك ان المقارنة “لا تجوز”.
وقالت “كل مهرجان له خصوصيته. والمهرجان (قرطاج) استعاد بريقه في الدورات الثلاث الماضية واستقطب الجماهير من كل العالم اذ حضره نحو 100 ألف العام الماضي وهو رقم قياسي”.
وستقام عروض الدورة الحادية والخمسين للمهرجان في الفترة من 11 يوليو الجاري إلى 18 أغسطس القادم.
المصدر: رويترز