بعد أكثر من 3 سنوات على إعلان الولايات المتحدة هزيمة داعش في سوريا، لا يزال تهديد عناصر التنظيم الإرهابي يتزايد خاصة في ظل تركة ثقيلة لآلاف من عوائل داعش في مخيم الهول تشكل “قنبلة موقوتة”، وسط محاولات وجهود من قبل قوات سوريا الديمقراطية للسيطرة عليه.
وأطلقت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي يشكل المسلحون الأكراد غالبية مقاتليها ويدعمها التحالف الدولي، حملة أمنية لتطهير مخيم الهول من العناصر الموالية لداعش في أحدث حملة، حيث تأتي مع تسجيل المخيم عمليات اغتيال طالت 43 من ساكنيه هذا العام، وتحسبا لمحاولة داعش مهاجمة المخيم بمساعدة موالين له بالداخل.
اسفرت الحملة عن توقيف عشرات الأشخاص من العقول المدبرة لتنظيم داعش والعثور على 4 خنادق على مساحات كبيرة فيما إزيلت الخيم الفارغة ضمن المخيم حيث يستخدمها داعش خلال هجماته.
وحذر محللون من أن مخيم الهول بات يمثل قنبلة موقوتة قابلة للانفجار، خاصة في ظل وجود ثغرات أمنية، والتواصل مع خلايا التنظيم وعناصره خارج المخيم، ورفض الحكومات الغربية إعادة مواطنيها وصحوة داعش مؤخرا.
فما هو مخيّم الهول و ما هو تاريخه ؟؟
يقع المخيّم الهول على بعد أقلّ من 10 كيلومترات من الحدود العراقية.
تم بناء مخيم الهول للمرة الأولى في عام 1991 من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وكان الهدف منه استقبال النازحين الفارين خلال حرب الخليج الأولى وتم إغلاقه بعد فترة قصيرة من انتهاء الحرب.
أعيد فتحه عام 2003 بهدف استقبال النازحين من الغزو الأميركي للعراق ثم أغلق مرة أخرى في 2007 و بعدها بخمس سنوات أى في عام 2012 سيطر تنظيم داعش على مناطق بمحافظة الحسكة وحول المخيم إلى مقر سكن لعائلات مقاتليه الأجانب.
أعادت قوات “قسد” فتح المخيم فى عام 2016 من أجل استقبال النازحين من مناطق سيطرة تنظيم داعش .
توسّع المخيم بسرعة مع وصول أكثر من 63 ألف امرأة وطفل نزحوا بسبب الهجوم على تنظيم “داعش” في الباغوز.
يضمّ هذا المخيّم الذي يعاني من اكتظاط وسوء حال نحو 56 ألف شخص، من بينهم 10 آلاف أجنبي، بحسب معطيات الأمم المتحدة، هم بغالبيتهم أقرباء لعناصر من تنظيم داعش ونازحون سوريون ولاجئون عراقيون وبات بيئة “تتخفّى فيها الخلايا الإرهابية وتستغلها للقيام بعملياتها”.