أجرى الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والروسي فلاديمير بوتين مكالمة هاتفية في محاولة لتجنب حرب كبرى في أوروبا، فيما يخشى الغرب أكثر من أي وقت مضى غزوا روسيا لأوكرانيا، وفقا لما أعلن قصر الإليزيه اليوم الأحد.
وقالت الرئاسة الفرنسية “بدأ الاجتماع مع الرئيس بوتين كما هو مخطط ، وذلك بعد أسبوعين من اجتماع الزعيمين في الكرملين
وفي اليوم السابق، تحدث ماكرون إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي “عهد إليه إبلاغ فلاديمير بوتين عن استعداد أوكرانيا للحوار”
ويشارك الرئيس الأميركي جو بايدن الأحد في اجتماع نادر لمجلس الأمن القومي مخصص للبحث في الأزمة الأوكرانية، قبل أيام قليلة من محادثات بين وزير خارجيته أنتوني بلينكن ونظيره الروسي سيرجي لافروف الخميس .
وتتهم كييف والولايات المتحدة روسيا بنشر 150 ألف جندي على حدود أوكرانيا، مع تكرار واشنطن أن موسكو قد تشن هجوما “في أي وقت” على أوكرانيا الموالية للغرب إذ انها تبحث عن سبب للحرب.
من جانبه، أكّد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اليوم الأحد أن روسيا تستعد “لما يمكن أن تكون أكبر حرب في أوروبا منذ العام 1945”
وتابع أنه بحسب “المعلومات الاستخبارية التي لدينا” فإن الغزو الروسي لن يتم فقط من الشرق بل أيضا من الشمال، من بيلاروسيا بهدف “تطويق كييف”، العاصمة الأوكرانية.
وصرّح أن لندن وواشنطن ستمنعان الشركات الروسية من “التعامل بالجنيه (الاسترليني) والدولار” في حال غزت روسيا أوكرانيا
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج السبت “كل الدلائل تشير إلى أن روسيا تخطط لشن هجوم كامل”
وتأتي المكالمة الهاتفية بين ماكرون وبوتين فيما تتزايد المواجهات المسلحة على خط المواجهة في شرق أوكرانيا في الأيام الأخيرة، بينما أبلغ مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا عن أكثر من 1500 انتهاك لوقف إطلاق النار بين الخميس والجمعة، وهو رقم قياسي هذا العام
وكان يفترض أن تنهي القوات الروسية والبيلاروسية مناورات عسكرية مشتركة بدأت في 10 فبراير في بيلاروسيا، البلد المجاور لأوكرانيا، الأحد، إلا أن مينسك أعلنت أنها ستستمر بسبب التوترات المتزايدة في أوكرانيا
وأجرى الجيش الروسي أمس السبت تحت إشراف فلاديمير بوتين، تجارب على صواريخ قادرة على حمل شحنات نووية
من جهته، قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الأحد إن الحلفاء الغربيين لا يمكنهم الاستمرار في “تقديم غصن زيتون” لروسيا بينما تستمر موسكو في تصعيد التوتر على طول الحدود الأوكرانية
وأضاف ميشال خلال مؤتمر ميونيخ للأمن “يبقى السؤال الكبير: هل يريد الكرملين الحوار؟ لا يمكننا أن نقدم غصن زيتون إلى الأبد فيما تقوم روسيا بتجارب صاروخية وتواصل حشد القوات” على حدود أوكرانيا
وينفي الكرملين أي نية في مهاجمة أوكرانيا التي يسعى لإعادتها إلى دائرة نفوذه
وتطالب موسكو بـ”ضمانات أمنية” كشرط لخفض التصعيد، أبرزها انسحاب الحلف الأطلسي من أوروبا الشرقية وعدم توسيع الحلف ولا سيما لضم أوكرانيا، وهي مطالب اعتبرها الغربيون غير مقبولة