اعتبرت مجموعة الأزمات الدولية، الخميس، أن الفرع اليمنى لتنظيم القاعدة “أقوى من أى وقت مضى”، منتقدة فى السياق أول عملية أمريكية تأمر بها إدارة ترامب التى “تجاهلت السياق المحلى” وأدت إلى “خسائر كبيرة بين المدنيين”.
وفى تقرير بعنوان “القاعدة فى اليمن: قاعدة فى طور التوسع”، أوضحت المجموعة المستقلة التى تحلل النزاعات حول العالم كيف استفاد تنظيم “قاعدة الجهاد فى جزيرة العرب” ومنافسه تنظيم داعش من الفوضى والحرب المستعرة فى اليمن منذ العام 2014.
ورغم الانتكاسات التى لحقت به، فإن تنظيم القاعدة فى اليمن “يزدهر وسط بيئة انهيار للدولة، وطائفية (دينية) متنامية، وتغيير التحالفات، والفراغات الأمنية والحرب الاقتصادية المتفاقمة”، بحسب الدراسة.
وتؤكد مجموعة الأزمات الدولية أنه “من أجل قلب هذه التوجه، يجب إنهاء النزاع الأساسي”، وتعزيز الحكم فى المناطق المعرضة للخطر واستخدام الوسائل العسكرية “بتعقل وبالتنسيق مع السلطات المحلية”.
وفى هذا الصدد، أشار مركز الأبحاث، الذى يتخذ من بروكسل مقرا، إلى أن “تلك الجهود ستقوض فى حال أقدمت بلدان، كالولايات المتحدة، مهتمة بقتال القاعدة فى جزيرة العرب والفرع الناشئ لتنظيم داعش، على اتخاذ إجراءات عسكرية تتجاهل السياق المحلى وتسبب حسائر كبيرة بين المدنيين”.
واستشهدت المجموعة الدولية بعملية الإنزال التى قامت بها القوات الأميركية بأمر من إدارة ترامب الأسبوع الماضى ضد تنظيم القاعدة فى محافظة البيضاء فى وسط اليمن.
ويشير التقرير إلى أن ذلك “لا يبشر بالخير أبدا” فى الجهود المبذولة من أجل “مواجهة القاعدة فى جزيرة العرب بذكاء وفعالية”، لافتا إلى أن العملية أسفرت عن مقتل “العديد من المدنيين، بينهم على الأقل عشر نساء وأطفال”، بالإضافة إلى رجال قبائل محليين، ما يعزز حجة التنظيم الذى يؤكد أنه “يدافع عن المسلمين ضد الغرب”.
المصدر: الفرنسية (ا ف ب)