ذكرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية أنه يجب علي الولايات المتحدة أن تستعد للحرب مع كل من روسيا، والصين، معتبرة أن تحول إدارة الرئيس، جو بايدن، إلى الاهتمام بآسيا ونسيان أوروبا ليس خيارًا مقبولًا على الإطلاق أو مطروحًا حتى.
وقالت المجلة إنه في الوقت الذي تهدد فيه روسيا بأكبر غزو بري في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، يرى العديد من السياسيين والخبراء العسكريين أنه يجب على واشنطن أن تعدّل من ردها على روسيا في أوروبا، للتركيز على التهديد الأكبر الذي تشكله الصين في منطقتي المحيطين الهندي والهادئ.
وأشارت المجلة إلى أن الولايات المتحدة تظل القوة الرائدة في العالم، ولا يمكنها أن تختار بين أوروبا ومنطقتي المحيطين الهندي والهادئ، مضيفة أنه بدلًا من ذلك، ”يجب على واشنطن وحلفائها تطوير إستراتيجية دفاعية قادرة على ردع، وإذا لزم الأمر، هزيمة روسيا والصين في نفس الوقت“.
ورأت المجلة في تحليل لها أنه إذا نجحت الصين في الاستيلاء على تايوان، سيكون ذلك الأمر بمثابة ”خسارة كبيرة للولايات المتحدة، ليس فقط عسكريًا، بل أيضًا رياديًا“، حيث ستكون بكين في طريقها إلى تعطيل النظام الذي تقوده واشنطن في آسيا، مع التطلع إلى فعل الشيء نفسه على مستوى العالم.“
وعلاوة على ذلك، قالت المجلة: ”تعمل روسيا والصين معًا بشكل متزايد علنًا، حيث تسعيان إلى إقامة شراكة إستراتيجية أوثق، بما في ذلك بشأن المسائل العسكرية،“ مشيرة إلى أن هناك خطرًا جسيمًا في نشوب حروب متزامنة بين القوى الكبرى في كل من أوروبا والمحيط الهندي والمحيط الهادئ.
وأضافت: ”يعرب الخبراء عن أملهم بأن تتمكن واشنطن من تفكيك هذه القوى أو حتى الانحياز إلى روسيا ضد الصين، لكن هذه ليست حلولًا واقعية“، ومن ناحية أخرى، يجادل السياسيون والخبراء، وفقًا للمجلة، بأن الولايات المتحدة تفتقر إلى الموارد اللازمة لمواجهة كل من روسيا والصين.
وتابعت: ”لا بد أن تبدأ الإستراتيجية الجيدة بأهداف واضحة؛ وأهداف واشنطن هي الحفاظ على السلام والاستقرار في كل من أوروبا وآسيا.. إن المصالح الأمريكية في أوروبا مهمة للغاية، حيث يعتبر الاتحاد الأوروبي – وليس آسيا – أكبر شريك تجاري واستثماري للولايات المتحدة، وهذا الاختلال في التوازن يكون أكثر وضوحًا عندما تتم إزالة الصين من المعادلة.“ واعتبرت المجلة أن التنافس عسكريًا مع الصين يعني التنافس على الصعيد العالمي، وليس فقط في آسيا.
واختتمت المجلة تحليلها بالقول: ”تمتلك الولايات المتحدة وحلفاؤها الرسميون ما يقرب من 60% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ويمكنهم معًا حشد الموارد بسهولة للحفاظ على توازن ملائم للقوة العسكرية على كل من الصين وروسيا.. ولكن ردع الصين وروسيا في نفس الوقت لن يكون سهلًا علي الإطلاق.“
المصدر: وكالات