أكد قسم العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة تعرض بلدة مضايا السورية لمجاعة من جراء حصار القوات الحكومية وحزب الله، في وقت كان السفير السوري، بشار الجعفري، يعلن من نيويورك أنه “لا توجد مجاعة في مضايا”.
وبعد دخوله مع قافلة الإغاثة إلى مضايا، قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا، يعقوب الحلو، إنه شاهد أشخاصا يتضورون جوعا وتلقى تقارير تشير إلى أن 40 شخصا على الأقل توفوا من الجوع.
وقال الحلو لوكالة رويترز، عبر الهاتف من مضايا المحاصرة منذ يوليو، “لقد رأينا بأعيننا أطفالا يعانون سوء التغذية الحاد. أنا متأكد أن هناك أشخاصا أكبر سنا يعانون سوء التغذية أيضا وصحيح أنهم يعانون سوء التغذية ومن ثم توجد مجاعة..”.
كما أعرب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا عن ثقته بأن “الأمر نفسه ينطبق على الجانب الآخر في الفوعة وكفريا” التين تقعين في ريف إدلب وتخضعان منذ أشهر لحصار من قبل فصائل من المعارضة السورية المسلحة.
وكانت الأمم المتحدة والصليب الأحمر قد أدخلت قافلات إغاثة تحمل مواد غذائية وطبية في الوقت نفسه إلى مضايا، حيث يعيش زهاء 40 ألف شخص وسط حصار خانق، وقريتي الفوعة وكفريا، حيث يعاني الآلاف من الحصار.
من جانبه، قال رئيس قسم العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة، ستيفن أوبراين، إن “400 شخص يجب أن يخرجوا فورا” من مضايا، مشيرا إلى أن المنظمة الدولية تأمل بإخراجهم “في اقرب وقت ممكن” وربما اعتبارا من الثلاثاء.
وقدم أوبراين تقريرا عن مضايا وعن مدن سورية أخرى محاصرة إلى سفراء الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، مشددا على أن المدنيين الواجب إجلائهم “يواجهون خطر الموت” وهم يعانون من سوء التغذية ومن “مشاكل طبية أخرى”.
أما السفير السوري في الأمم المتحدة، بشار الجعفري، فقد قال من نيويورك قبل مشاورات مغلقة في مجلس الأمن بشأن المناطق المحاصرة بسوريا، إن أي مدني لم يمت جوعا في مضايا خلافا لما أعلنته الوكالات الإنسانية، والصور التي نشرها ناشطون.
ورغم أن الحكومة السورية كانت قد وافقت على إدخال قافلات الإغاثة في تأكيد غير مباشر على وجود الحصار، إلا أن الجعفري قال “لا توجد مجاعة في مضايا.. الحكومة السورية لا تنتهج ولن تنتهج سياسة تقوم على تجويع شعبها”.
وأشار إلى أن المعلومات المتعلقة بالمجاعة تهدف إلى “شيطنة” نظام بشار الأسد و”ضرب” مفاوضات السلام المقبلة التي ستبدأ في 25 يناير في جنيف، بمحاولة لإنهاء الحرب التي أسفرت عن مقتل أكثر من 250 ألف شخص منذ 2011.
وتحاصر القوات الحكومية والميليشيات الموالية لها قرى عدة في ريف دمشق منذ اكثر من سنتين، لكن تم تشديد الحصار على مضايا قبل ستة أشهر مع بدء حزب الله اللبناني هجوما واسعا على مدينة الزبداني المجاورة وتمكنه من السيطرة على أجزاء منها.