الجيش العراقي يطرد متشددين مسلحين من مدينة سامراء بضربات جوية
قصفت طائرات هليكوبتر عراقية مدينة سامراء في شمال العراق بعد أن اجتاح مسلحون من الإسلاميين السنة مناطق فيها في ساعة مبكرة صباح يوم الخميس وبات مزار شيعي في مرمى نيرانهم. وكان المزار ذاته تعرض لهجوم في عام 2006 أطلق شرارة حرب طائفية في العراق.
ويأتي الهجوم في إطار التصعيد بين الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة وبين الجماعات السنية المسلحة التي استعادت على مدى العام المنصرم أرضا وزخما لا سيما في غرب البلاد عند الحدود السورية.
وقالت قيادة عمليات سامراء إن الجيش والقوات الخاصة العراقية استعادوا السيطرة على سامراء وقتلوا عشرات من المسلحين ودفعوا الباقين إلى الانسحاب من المدينة بعد أن دخلوها ليل الاربعاء.
وقالت مصادر أمنية إن المتشددين السنة فجروا ليل الاربعاء مركزا للشرطة على بعد 25 كيلومترا جنوبي سامراء وقتلوا عددا من أفراد الشرطة قبل أن يواصلوا تقدمهم إلى المدينة على شاحنات صغيرة وهاجموا حواجز تفتيش في طريقهم.
وقالت الشرطة إن المتشددين سيطروا على مبنى البلدية ومبنى الجامعة بعد دخولهم المدينة من الشرق ومن الغرب ليرفعوا عليهما الراية السوداء لجماعة “الدولة الإسلامية في العراق والشام”.
واحتلوا أيضا أكبر مسجدين في سامراء وأعلنوا “تحرير” المدينة عبر مكبرات الصوت وحثوا الناس على الانضمام إلى جهادهم ضد الحكومة.
وقال مسؤولون إن المتشددين وصلوا إلى مسافة كيلومترين فقط من ضريح الإمام العسكري الذي أطلق تدميره في عام 2006 شرارة أسوأ موجة من إراقة الدماء بين السنة والشيعة في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003 .
وقال مصدر في مستشفى سامراء إن جثث ستة من أفراد الشرطة نقلت إلى المستشفى وإن 24 شخصا آخرين أصيبوا.
ووصف ضابط أمن في قيادة عمليات محافظة صلاح الدين الوضع في المدينة بأنه فظيع وقال إن المتشددين المزودين بقذائف صاروخية وقناصة يستهدفون مراكز القيادة قرب ضريح الإمام العسكري المحمي بثلاثة نطاقات أمنية.
واجتاح المتشددون الإسلاميون السنة في يناير الماضي مدينتين في محافظة الأنبار في غرب العراق المجاورة لمحافظة صلاح الدين حيث تقع مدينة سامراء.
وقال عضو مجلس محافظة صلاح الدين سبهان ملا جياد إن وضع الأمن في المحافظة هش للغاية وإنهم لا يستبعدون أن يوسع المتشددون سيطرتهم وأضاف أنه غير متفائل بالمرة.
وأعلن حظر للتجول كذلك في بلدة بيجي التي تقع على بعد حوالي 300 كيلومتر شمال غربي سامراء تحسبا لأي تقدم آخر للمتشددين المسلحين بينما اندلعت اشتباكات في بلدة سليمان بك التي اجتاحها المتشددون في وقت سابق هذا العام.
وقال جياد إنه حتى في حالة نجاح قوات الأمن في استعادة سامراء فإن المتشددين المسلحين سيعودون ببساطة إلى الضواحي وستظل مناطق أخرى في صلاح الدين معرضة للتهديد.
واقتحم مسلحون يرتدون زيا عسكريا مبنى مجلس المدينة ومبنى المحكمة سامراء في مارس آذار الماضي وسيطروا على المبنيين لأربع ساعات حتى استعادت الشرطة والجيش السيطرة عليهما.
المصدر: رويترز