احتلت حملة “متحدون مع التراث”، التي تنظمها اليونسكو لمكافحة التطرف ولرفع مستوى الوعي، مكانة الصدارة في الدورة الثامنة والثلاثين للمؤتمر العام لليونسكو هذا الأسبوع، وذلك كجزء من الجهود المتواصل لحث الحكومات والمؤسسات على المشاركة في حماية التراث الثقافي في مناطق النزاع.
وجددت إيرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو التزام اليونسكو بحماية التراث الثقافي للإنسانية، وهو ما تدل عليه عمليات إعادة البناء التي جرت مؤخرا في الأضرحة الشهيرة في تمبكتو، وأشادت بشجاعة الأفراد الواقفين على الخطوط الأمامية لصد الاعتداءات التي تستهدف الثقافة.
وقالت المديرة العامة في هذا الصدد “إنني أود أن أقول لجميع المشرفين على المتاحف والأمناء والموظفين الرسميين الذين يتحلون بشجاعة استثنائية لحماية الثقافة في سوريا والعراق ومالي وفي كل مكان آخر . إنكم لستم وحدكم . إننا نقف بجانبكم”.
كما دعت كل فرد إلى المشاركة في حملة “متحدون مع التراث”، وقالت إننا نحتاج إلى مشاركتكم في هذه الحملة، بأي وسيلة ممكنة، وذلك عن طريق المساهمة في “بوابة التبرع” التابعة لليونسكو، وتوجيه رسائل التضامن، وتبادل المعارف، فضلا عن توضيح ما نعرفه بشأن هذه المواقع، وما الذي تمثله من أهمية، ولماذا نحرص على حمايتها”.
وتناول السيد البخاري بن السيوطي رئيس البعثة الثقافية في تمبكتو، كيف أن حركة التضامن العالمية التي انطلقت عقب تدمير أضرحة المدينة حفزت الشعب في مالي على التضامن من أجل إنقاذ تراثه الثقافي باعتباره جزءا أساسيا من هويته، فقد تمت عمليات إعادة بناء الأضرحة مؤخرا بفضل الحرفيين التقليديين، واقترن ذلك بدعم دولي وفرته اليونسكو مع شركاء آخرين; وقد قامت المديرة العامة بزيارة إلى المدينة في يوليو الماضي للاحتفال بإتمام عمليات إعادة البناء.
من جانبه، تناول الأب نجيب ميخائيل القس الدومينيكاني العراقي ما مر به من أحداث مماثلة عندما استولى متطرفون على مدينة الموصل بالعراق في عام 2014، فواجه إطلاق النار، وذلك من أجل إنقاذ المخطوطات المحفوظة في الدير الذي يقيم فيه، داعيا إلى تعاون دولي لحماية التراث الثقافي في العالم.
وقال الأب ميخائيل” اليوم علينا جميعا أن نتعاون ونتضامن لكي نشجب هذا العنف ونعمل سويا للحفاظ على إرثنا الحضاري وليس العراقي فقط لأنه أيضا من ملك الدول وملك العالم والتراث العالمي ونعمل سويا للحفاظ على إرثنا “.
جدير بالذكر أن حملة “متحدون مع التراث”، التي أطلقتها المديرة العامة في مارس الماضي، ترمي إلى وضع بديل لخطاب العنف على الإنترنت التي تبثها الجماعات المتطرفة، وذلك بالاستناد إلى المثل العليا للتنوع الثقافي والتسامح والتفاهم المتبادل، ومن خلال العمل بالتعاون مع عمل اليونسكو الخاص للعمل في حالات الطوارئ في المنطقة العربية، بما فيها العراق وسوريا واليمن.
وتشجع هذه الحملة المنظمات وعامة الجمهور إلى التضافر من أجل حماية التراث المعرض للخطر، وتتناول أهمية التراث الثقافي والتنوع الثقافي عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وشارك الآلاف من الناس في جميع أرجاء العالم في هذه الحملة من خلال الإنترنت، واقترن ذلك باتصالات للحملة تشمل ملايين الناس كل شهر.
كما تتولى مكاتب اليونسكو الميدانية دعم هذه الحملة، وتقوم بتنفيذ أنشطة وأحداث ميدانية تشرك الشباب، ولاسيما في المنطقة العربية. ومنذ شهر مارس الماضي، شارك أكثر من 7500 شخص في هذه الأحداث.
المصدر : أ ش أ