يترقب الفلسطينيون ولا سيما المحاصرون في قطاع غزة استئناف مفاوضات الهدنة غير المباشرة بين حركة حماس الفلسطينية وبين الحكومة الإسرائيلية من خلال الوسطاء في القاهرة والدوحة وواشنطن، وبينما تحض حركة حماس الوسطاء على الضغط على إسرائيل للمضي قدماً بمقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن لوقف الحرب في القطاع الذي طرحه نهاية شهر مايو الماضي بدلاً من الخوض في جولة جديدة من المفاوضات.. تصر الحكومة الإسرائيلية على المضي في خيار الحرب لتحقيق أهداف تعهدت بتحقيقها.
وتشكل خارطة الطريق لمقترح بايدن ثلاثة محاور مفصلية، تهدف إلى التوصل إلى هدنة، وتمهد إلى وقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس في قطاع غزة، وشهدت الخطة مداولات مكثفة خلال الأسابيع الماضية وأعرب الرئيس بايدن مسبقاً على أن الخطة تمثل “مقترحاً إسرائيلياً”.
وبحسب المقترح الأمريكي، تستمر المرحلة الأولى لمدة ستة أسابيع، وتشمل وقفاً كاملاً لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق السكنية في غزة، وتسهل عودة المواطنين إلى منازلهم حتى المدمرة منها ويشمل ذلك مناطق الشمال، إضافة إلى إطلاق سراح المئات من المعتقلين الفلسطينيين، كما ستسهل المرحلة الاولى تدفق المساعدات الإنسانية والطبية لتصل إلى 600 حمولة يومية إلى القطاع وتوفير الملاجئ المؤقتة للنازحين، وبالمقابل سيتم إطلاق سراح عدد من الرهائن المحتجزين لدى حماس بمن فيهم نساء ومسنون وجرحى من الإسرائيليين.
وفي حال التزام الطرفان ببنود المرحلة الأولى، ينتقل العمل بالمرحلة الثانية التي ستضمن “وقفاً دائماً للأعمال العدائية، البند الذي ركزت عليه الدوحة، تزامناً مع إطلاق سراح كامل الرهائن والأسرى الأحياء والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من القطاع، البند الذي تدفع القاهرة باتجاهه إضافة إلى تدفق المساعدات الإنسانية.
وتتضمن المرحلة الثالثة في حين الالتزام بالاتفاق، ضماناً من الرئيس بايدن باستمرار العمل بوقف إطلاق النار ووعوداً بخطة كبيرة لإعادة إعمار غزة”، وإعادة رفات الرهائن القتلى.
أما في حال فشل المفاوضات، قال بايدن أن إسرائيل من شأنها استئناف العمليات العسكرية في حال “فشلت حماس في الوفاء بالتزاماتها”.
طالبت حماس الوسطاء الضغط على إسرائيل للمباشرة بالعمل بالمقترح المستند إلى رؤية الرئيس بايدن وقرار مجلس الأمن الدولي بدلاً من البدء بجولة جديدة من المفاوضات، وعقب موافقتها على المقترح الشهر الماضي، أعربت حماس عن تخوفها من إطالة أمد المفاوضات الذي من شأنه الخروج بمقترحات جديدة تشكل غطاء لاستمرار إسرائيل في حربها المستمرة على قطاع غزة وإطالة أمدها.
وعلى الرغم من أن إسرائيل لم ترد بعد على دعوة حماس، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يرى أن أفضل طريقة لتأمين إطلاق سراح الرهائن هي الاستمرار في ممارسة الضغط العسكري على حماس.
ولطالما حملت إسرائيل الحركة المسؤولية عن إفشال أي مسعى للهدنة.. مع ذلك، أشار بايدن إلى أن مصر وقطر ستعملان على ضمان التزام حماس بالشروط، في حين أن الولايات المتحدة ستتولى فعل ذلك مع إسرائيل.
وشهدت المفاوضات بين الطرفين جموداً خاصة بعيد اغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، إلى أن وافقت إسرائيل في التاسع من أغسطس على استئناف المحادثات الرامية للتوصل إلى هدنة والإفراج عن الرهائن في غزة، ردًا على دعوة أطلقها الوسطاء الأميركيون والمصريون والقطريون.
وأدانت الدوحة، كونها طرف في الوساطة بين الطرفين، عملية اغتيال هنية ولخصت الوضع بالقول على لسان رئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني “كيف يمكن أن تجري مفاوضات يقوم فيها طرف بقتل من يفاوضه في الوقت ذاته؟ السلام الإقليمي والدولي بحاجة لشركاء جادين وموقف دولي ضد التصعيد والاستهتار بأرواح شعوب المنطقة”.
المصدر: وكالات