لفت تقرير، نشرته صحيفة نيويورك تايمز، إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يواجه إشكالية معقدة في تحديد أهداف الضربات الصاروخية التي يهدد بشنها ضد سوريا ردا على مزاعم استخدام الأسلحة الكيماوية مؤخراً في إحدى ضواحي دمشق.
ويشير التقرير، الذي أعده الباحثون توماس جيبونز نيف وجيرمي وايت وديفيد بوتي، إلى أن تلك الإشكالية ناتجة عن وجود القوات الروسية والميليشيات الإيرانية التي تدعم قوات نظام الأسد في الحرب الأهلية السورية التي اندلعت قبل سبع سنوات، بينما ركزت القوات الأمريكية الموجودة في سوريا بشكل أساسي على محاربة تنظيم داعش الإهابي في شمال شرق البلاد.
وتسبب الهجوم الكيماوي المشتبه به في مدينة دوما بدمشق بمقتل أكثر من 40 شخصاً وإصابة العشرات، ومنذ وقوع الهجوم يتوعد الرئيس ترامب بضرب سوريا، كما فعل في العام الماضي عقب الهجوم الكيماوي بمحافظة إدلب، الأمر الذي يورط الولايات المتحدة في صراع أوسع.
وفي أواخر 2015، تدخلت القوات الأمريكية في الحرب البرية في سوريا من خلال مجموعة من قوات العمليات الخاصة الأمريكية، تزايدت أعداد القوات الأمريكية، وبدأ حلفاؤهم من الأكراد والعرب (قوات سوريا الديمقراطية) في شن الهجمات البرية التي أسفرت عن خسارة داعش لمعاقله في منبج وعاصمته المزعومة في الرقة.
وبحسب تقديرات البنتاجون، ثمة قرابة 2000 جندي أمريكي في سوريا، وتحولت فرق الكوماندوز الأولية إلى وجود عسكري مترامي الأطراف على غرار التواجد العسكري الأمريكي في العراق. وتقاتل القوات الأمريكية، المنتشرة على مئات الأميال من الأراضي السورية، مع بقايا داعش في وادي نهر الفرات وشرق البلاد، وتستعد للتعامل مع الهجوم التركي المحتمل ضد المناطق الكردية في منبج.
وأوضح البنتاجون مراراً أن القوات الأمريكية في سوريا تركز على دحر داعش، كما أنها تقاتل في مناطق غير مريحة بالقرب من القوات السورية. وقد اضطرت القوات العسكرية الأمريكية إلى تجنب الصدام الجوي مع الطائرات المقاتلة الروسية في سوريا، وخلال يونيو الماضي أسقطت طائرة عسكرية أمريكية إحدى الطائرات الحربية السورية التي كانت تحاول قصف مقاتلين مدعومين من الولايات المتحدة.
وبحسب التقرير، أثارت المواجهات بين الجهات الأجنبية والميليشيات والحلفاء المحليين غضب القادة الأمريكيين الذين يحاولون إبعاد القوات العسكرية الأمريكية عن الأذى وتجنب وقوع مواجهة دولية. وحسبما يشير مسؤولو الدفاع فإنه بجانب قوات العمليات الخاصة، يشمل الوجود الأمريكي في سوريا قوات تقليدية ومهندسين لبناء قاعدة عسكرية وطيارين لقيادة الغارات الجوية، إضافة إلى مدربين عسكريين لتدريب قوات سوريا الديمقراطية.
ولفت التقرير إلى أنه عندما تدخلت القوات الأمريكية في سوريا في البداية، كان هدفها الأساسي ضمان تدريب القوات المحلية التي تقاتل داعش بشكل جيد وتوفير الدعم الجوي اللازم، ولكن بمرور الوقت احتاجت القوات الأمريكية إلى بؤرة استيطانية لدعم القتال تحولت إلى مركز رئيسي للقوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها “قاعدة التنف”.
ويختتم التقرير بأنه بحلول صيف 2016، استعاد التحالف بقيادة الولايات المتحدة والقوات المحلية منبج من داعش، وقرر البنتاجون زيادة عدد القوات الأمريكية في سوريا إلى 500 جندي.
المصدر: