دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى التحلي بضبط النفس قولاً وفعلاً أثناء التعامل مع الصراع الأوكراني بعد أن وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن، نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه “جزار” وقال إنه لا يتعين أن يبقى في السلطة.
وقال ماكرون لمحطة “فرنسا 3” التلفزيونية، “لم أكن لأستخدم هذا النوع من الكلمات لأنني أواصل الحوار مع الرئيس بوتين، نريد أن نوقف الحرب التي شنتها روسيا في أوكرانيا من دون تصعيد… هذا هو الهدف”.
وأشار إلى أن الغرض هو التوصل لوقف لإطلاق النار وسحب القوات عبر السبل الدبلوماسية. وتابع قائلاً، “إذا كان هذا هو ما نريد أن نفعله فلا يجب أن نصعد الأمور لا قولاً ولا فعلاً”.
من جهتها، أكدت كييف أن إجراء روسيا لاستفتاء في الأراضي الأوكرانية المحتلة سيفتقر لأي أساس قانوني وسيواجه رداً قوياً من المجتمع الدولي مما يعمق عزلة موسكو، وذلك رداً على إعلان الزعيم المحلي لمنطقة لوغانسك الانفصالية في شرق البلاد، إن المنطقة قد تجري استفتاءً قريباً بشأن الانضمام إلى روسيا.
وفي ظل استمرار المعارك العسكرية، قال رئيس الاستخابرات الأوكرانية كيريلو بودانوف، إن روسيا تحاول تقسيم أوكرانيا إلى قسمين لإنشاء منطقة تسيطر عليها موسكو بعد فشلها في السيطرة على البلاد بأكملها، مضيفاً أن بلاده ستشن قريباً حرب عصابات في الأراضي المحتلة.
وشهدت العمليات العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية الأحد تطورات لافتة مع تعدد الجبهات المستهدفة، في وقت نفت واشنطن على لسان وزير خارجيتها أنتوني بلينكن امتلاك استراتيجية لتغيير النظام في روسيا، وذلك بعد أن قال الرئيس جو بايدن إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “لا يمكن أن يبقى في السلطة”.
وفي الغرب الأوكراني، قالت وزارة الدفاع الروسية، إن قواتها قصفت أهدافاً عسكرية في مدينة لفيف بصواريخ كروز عالية الدقة، مضيفة أنها قصفت مستودع وقود تستخدمه القوات الأوكرانية قرب لفيف بصواريخ بعيدة المدى، واستخدمت صواريخ كروز في ضرب منشأة بالمدينة تستخدم في إصلاح النظم المضادة للطائرات ومحطات رادارات ودبابات.
ومع التأكيد على مواصلة الأعمال الهجومية في إطار “عملياتها العسكرية”، قالت وزارة الدفاع الروسية، إنها استخدمت صواريخ بعيدة المدى منشورة في البحر في تدمير ترسانة تضم صواريخ “أس-300” وأنظمة صواريخ “بي يو كيه” المضادة للطائرات، كما دمرت دمرت 18 طائرة من دون طيار أوكرانية. وبحسب ما نقلت وكالة “ريا نوفوستي”، فإن القوات الجوية الروسية دمرت 67 منشأة عسكرية لأوكرانيا في يوم واحد، بما في ذلك موقعان للقيادة.
وكان مستشار وزير الداخلية الأوكراني، قال في وقت سابق الأحد، إن القوات الروسية بدأت في تدمير مستودعات أوكرانيا النفطية، ومخازن المواد الغذائية، وهو ما يعني أن الحكومة ستضطر إلى وضع هذه المخزونات في أماكن متفرقة في المستقبل القريب.
وأضاف دينيسينكو في حديث للتلفزيون المحلي، أن روسيا تجلب قوات إلى الحدود الأوكرانية بالتناوب ويمكن أن تقوم بمحاولات جديدة للتقدم في هجومها على أوكرانيا.
من جانبها، قالت وزارة الدفاع البريطانية، الأحد، إن القوات الروسية تركز جهودها لتطويق القوات الأوكرانية القريبة من مناطق الانفصاليين في شرق البلاد، إذ تتقدم من اتجاه خاركوف شمالاً وماريوبل في الجنوب، وأضافت الوزارة على “تويتر”، “لا تزال ساحة المعركة شمال أوكرانيا ثابتة إلى حد كبير، مع الهجمات الأوكرانية التي تعرقل المحاولات الروسية لإعادة تنظيم قواتها”.
سياسيا، وغداة تجديد الرئيس الأمريكي هجومه على نظيره الروسي، ووصفه بأنه “جزار”، وقال إنه “لا يمكنه البقاء في السلطة”، قال وزير الخارجية الأميريكي أنتوني بلينكن للصحافيين اليوم الأحد إن واشنطن ليس لديها استراتيجية لتغيير النظام في روسيا.
وصرح بلينكن خلال زيارة للقدس، “أعتقد أن الرئيس، البيت الأبيض أوضح، الليلة الماضية، أنه بكل بساطة لا يمكن السماح للرئيس بوتين بشن حرب أو عدوان على أوكرانيا أو أي طرف آخر، كما تعلمون، وكما سمعتم منا مراراً وتكراراً، ليس لدينا استراتيجية لتغيير النظام في روسيا أو في أي مكان آخر”.
المصدر: وكالات