يصوم ملايين المسلمين من مطلع الفجر إلى غروب الشمس لمدة 30 يوما خلال شهر رمضان.
هذا وقد وافق حلول شهر رمضان في السنوات الأخيرة أشهر الصيف في نصف الكرة الشمالي، لذا أصبحت فترات النهار أطول مع حرارة الطقس.
والسؤال هل يمكن أن يكون ذلك جيدا على صحتك؟ فيما يلي ما يحدث للجسم أثناء الصيام لمدة 30 يوما.
-أول يومين هما أصعب فترة صيام
لا يدخل جسم الإنسان، من الناحية الفنية في “حالة صيام” إلا بعد ثماني ساعات أو نحو ذلك من تناول آخر وجبة،إذ يعد هذا الوقت هو الفترة التي تنتهي فيها الأمعاء من امتصاص العناصر الغذائية من الطعام ، وبعد ذلك تستعين أجسامنا بالجلوكوز المُخزن في الكبد والعضلات لتوفير الطاقة.
وبمجرد نفاد مخزون الجلوكوز في وقت لاحق أثناء فترة الصيام، تصبح الدهون المصدر التالي لتوفير الطاقة للجسم.
وعندما يبدأ الجسم في حرق الدهون، يساعد ذلك في إنقاص الوزن، وتقليل مستويات الكوليسترول، فضلا عن تقليل خطر الإصابة بمرض السكري، ومع هذا فان انخفاض مستويات السكر في الدم يسبب ضعفا وحالة خمول، وقد يصاب المرء بالصداع والدوار والغثيان وصعوبة التنفس، و يحدث ذلك عندما تصل مستويات الجوع إلى أشد درجاتها.
عندما يبدأ الجسم التعود على الصيام، تتفكك الدهون وتتحول إلى سكر في الدم، ويجب تجديد كمية السوائل التي تنخفض أثناء فترة الصيام، وإلا سيؤدي التعرق إلى حدوث الجفاف.
ويعد شرب الماء ضروريا بعد انتهاء يوم الصيام، لاسيما عندما يوافق شهر رمضان أشهر الصيف، كما يتعين أن تحتوي وجبات الطعام على مستويات مناسبة من “أغذية الطاقة”، مثل الكربوهيدرات وبعض الدهون.
كما يعد من المهم جدا اتباع نظام غذائي متوازن من حيث المواد الغذائية، بما في ذلك بعض البروتين والأملاح والمياه.
-تعوّد الجسم، أيام 8 إلى 15 من الصيام
ستشهد تحسنا في الحالة المزاجية، بحلول المرحلة الثالثة، نظرا لتكيف الجسم تماما مع الصيام.
و يقول رازين مهروف، استشاري التخدير وطب العناية المركزة في مستشفى أدينبروك في كامبريدج، إن ثمة مزايا أخرى للصيام : “نأكل في حياتنا اليومية العادية الكثير من السعرات الحرارية، وهو ما قد يمنع الجسم من أداء المهام الأخرى بطريقة مناسبة، مثل الإصلاح الذاتي”.
ويقول مهروف : “الصيام يصحح ذلك، على نحو يسمح للجسم بتوجيه الانتباه إلى وظائف أخرى. لذا يفيد الصيام الجسم عن طريق تسهيل الشفاء ومنع الالتهابات ومكافحتها”.
-التخلص من السموم، أيام 16 إلى 30 من الصيام
خلال النصف الأخير من شهر رمضان، يكون الجسم متكيفا تماما مع عملية الصيام، ويخضع القولون والكبد والكلى والجلد الآن لفترة لعملية التخلص من السموم الآن.
ويقول مهروف : “صحيا، في هذه المرحلة ، يجب أن تعود وظيفة العضو إلى أقصى أداء. قد تتحسن الذاكرة والتركيز وقد يتوفر المزيد من الطاقة”، مضيفا “لا يجب أن يلجأ الجسم إلى البروتين للحصول على الطاقة. يحدث هذا عندما يدخل في حالة “الجوع الشديد” وتُستخدم العضلات للحصول على الطاقة، أثناء الصيام المتواصل لفترات طويلة من أيام إلى أسابيع”.
ويقول مهروف : “بينما تمتد فترة الصيام في رمضان من الفجر حتى المغرب فقط، تتوافر فرصة كافية لإعادة تزويد أجسامنا بالأطعمة والسوائل التي تزودنا بالطاقة. ويحافظ ذلك على العضلات كما يساعد في إنقاص الوزن”.
-هل الصيام مفيد للصحة؟
يقول مهروف نعم، ولكن بشرط.
ويضيف : “يفيد الصيام صحتنا لأنه يساعدنا على أن نركز على نوع الطعام الذي نتناوله ومتى. ومع ذلك، على الرغم من أن فترة الصيام لمدة شهر فترة جيدة، فإنه لا يُنصح بالصيام لفترات أطول على نحو متواصل”.
ويقول : “لا يعد الصيام المستمر وسيلة جيدة لإنقاص الوزن على المدى الطويل، لأن الجسم سيتوقف في النهاية عن تحويل الدهون إلى طاقة، وبدلا من ذلك يتحول إلى العضلات، وهو غير صحي ويعني أن الجسم سيشعر بالجوع الشديد”.
ويقترح مهروف أن الصيام المتقطع (باستثناء رمضان)، أو اتباع نظام غذائي 5: 2 (أي الصيام ليومين في الأسبوع وسط أيام يتوافر فيها الغذاء الصحي)، سيكون البديل الصحي الأفضل من الصيام المستمر لعدة أشهر في المرة الواحدة.
ويقول : “ينبغي أن يسمح لك صيام رمضان، إذا كان بالشكل الصحيح، بتجديد إمداد الجسم بالطاقة يوميا، مما قد يعني أنك تنقص وزنك دون حرق أنسجة العضلات القيمة”.
المصدر : وكالات