يتواصل العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا في يومها الـ58، تتجه الأنظار إلى مدينة ماريوبول التي أعلنت موسكو سيطرتها عليها، وسط تشكيك أمريكي.
وكشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن روسيا رفضت اقتراحًا للهدنة خلال فترة عيد القيامة نهاية هذا الأسبوع، لكنه أضاف أنه لا يزال يأمل في السلام.
كما أعلن زيلينسكي أن بلاده بحاجة إلى 7 مليارات دولار لتسيير أوضاعها وسط الخسائر الاقتصادية التي تكبدتها جراء الهجوم الروسي عليها.
و أعلنت روسيا سيطرتها على ماريوبول، لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر بإلغاء خطط الهجوم على مصنع أزوفستال حيث يتحصّن أكثر من ألفي مقاتل أوكراني.
أما في المناطق الشرقية فتستمر المعارك في جبهات متفرّقة حول المدن وتواصل القوات الروسية تحرّكاتها لبسط السيطرة الكاملة على ما يعرف بـ “جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك” الانفصاليتين.
كما يستمر التوتر في شرقي أوكرانيا وجنوبها، بينما تتواصل الزيارات الغربية إلى العاصمة كييف، حيث وصل رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، ونظيرته الدنماركية ميتي فريديريكسن أمس الخميس، لتأكيد الدعم الغربي لأوكرانيا عسكريًا وسياسيًا.
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن حزمة مساعدات أمريكية جديدة لأوكرانيا، بقيمة 800 مليون دولار، وتشمل مروحيات وطائرات مسيرة ومدافع من شأنها زيادة قدرة أوكرانيا على القتال في دونباس.
وشكك بايدن في إعلان موسكو السيطرة على ماريوبول، مضيفًا أن لا دليل حتى الآن على سقوط المدينة.
وفي هذا الإطار، يرى محللون إن ماريوبول مدينة مهمة إستراتيجيًا، واقتصاديًا، ويعتبر سقوطها أولى الإنجازات الروسية الحقيقية في هجومها العسكري على أوكرانيا.
وأن أهمية المدينة إستراتيجيًا وجغرافيًا أنها تقع على الطريق بين دونباس وجزيرة القرم، إضافة إلى كونها ميناء مهمًا، والسيطرة عليها يؤدي إلى تواصل جغرافي بين روسيا وجزيرة القرم ودونباس.
وأوضح مراقبون أنه بالنظر إلى تأجيل موسكو الهجوم على المدينة الصناعية في ماريوبول، يمكن القول: إن روسيا “لم تسيطر بشكل كامل” على المدينة، كما أن التشكيك الأميركي بسقوط المدينة يأتي في إطار الحرب الإعلامية.
ويرى محللون أن روسيا ستستمر في هجومها للسيطرة على بحر آزوف، على أن تستثمر هذا النجاح ورقة تفاوض مستقبلي، بحيث يتوجب على أوكرانيا أن تتعايش مع فكرة تقديم التنازلات. وأن الخطوة المستقبلية المهمة لروسيا هي السيطرة الكاملة على الشرق الأوكراني.
وأن زيادة الدعم الغربي لأوكرانيا سيؤدي إلى حرب طويلة الأمد في أوكرانيا، بحيث باتت أوكرانيا مسرحًا لمواجهة روسية-غربية.
المصدر: وكالات