مؤشر السعادة العالمي: فنلندا في الصدارة للمرة السابعة وأفغانستان ولبنان والأردن في ذيل القائمة
بينما تشرق شمس السعادة في بعض البقع الجغرافية على كوكبنا هذا، يخيم الحزن على أخرى. وبحسب مؤشر السعادة العالمي لعام 2024، تواصل فنلندا رحلة تربعها على عرش أسعد دولة في العالم للمرة السابعة على التوالي.
وتحمل هذه الدولة الواقعة في شمال أوروبا في ثناياها قصة استثنائية عن السعادة والرفاهية.
ففي خضم شتائها القارس وطبيعتها الباردة، تزهر السعادة في قلوب مواطنيها، حسب مؤشر السعادة العالمي الصادر عن العام 2024.
وتواصل دول الشمال الأوروبي هيمنتها على أعلى مراتب السعادة، حيث ترافق الدنمارك وأيسلندا والسويد فنلندا في مقدمة القائمة.
بينما تواجه أفغانستان تحديات جسيمة تبقيها في أسفل القائمة، متألمة من تدهور مستمر في الوضع الاقتصادي.
وبعد أكثر من عقد من الزمن، ودعت الولايات المتحدة وألمانيا قائمة أسعد 20 دولة في العالم، لتصبحا في المركزين 23 و24 على التوالي.
بينما أشرقت شمس السعادة على دول أخرى، مثل كوستاريكا والكويت اللتين دخلتا قائمة العشرين الأولى، واحتلتا المركزين الثاني عشر والثالث عشر.
وقد لوحظت تغيرات ملحوظة في مستويات السعادة منذ 2006-2010، ففي حين انخفضت مستويات السعادة إلى حد بعيد في دول مثل أفغانستان ولبنان والأردن، شهدت دول أوروبا الشرقية مثل صربيا وبلغاريا ولاتفيا ارتفاعا ملحوظا.
ويسلط التقرير السنوي الصادر عن الأمم المتحدة الضوء على مستويات السعادة في 143 دولة حول العالم. ويعتمد هذا المؤشر على معايير مختلفة، أهمها: الدعم الاجتماعي، ومستوى المعيشة والحرية والصحة والكرم والثقة بالحكومة والمؤسسات.
ويشير إلى التحول اللافت الذي طرأ، حيث لم تعد البلدان الأكثر سعادة تضم أيًا من الدول الأكثر اكتظاظًا بالسكان، فتجد فنلندا، ذات الكثافة السكانية المنخفضة، تحتل القائمة منذ سبع سنوات.
فقط هولندا وأستراليا، حيث يتجاوز عدد سكانهما 15 مليون نسمة، تتصدران المراكز العشرة الأولى، بينما تتصدر كندا والمملكة المتحدة، حيث يتجاوز عدد سكانهما 30 مليون نسمة، المراكز العشرين الأولى.
وتربط جنيفر دي باولا، باحثة في مجال السعادة بجامعة هلسنكي، سعادة الفنلنديين بعوامل رئيسية تشمل ارتباطهم القوي بالطبيعة والتوازن الصحي بين العمل والحياة.
وتشير دي باولا إلى أن الفنلنديين لديهم وجهة نظر مختلفة حول النجاح، حيث يقدرون الجوانب التي تتجاوز المكاسب المالية، ويستفيدون من مجتمع الرفاهية القوي إضافة إلى ثقتهم بالمؤسسات الحكومية وانخفاض مستويات الفساد، والرعاية الصحية والتعليم الشاملين.
ويشير التقرير الحالي أيضا إلى أن الأفراد الأصغر سنا يعبرون عن مستويات أعلى من السعادة مقارنة بالأفراد الأكبر سنا، باستثناء بعض الدول مثل أمريكا الشمالية وأستراليا ونيوزيلندا حيث شهدت سعادة الشباب انخفاضا منذ عام 2006-2010.
وشهدت أوروبا الوسطى والشرقية زيادة طفيفة في معدلات السعادة بين جميع الفئات العمرية خلال نفس الفترة الزمنية، بينما استمرت أوروبا الغربية في الحفاظ على مستويات السعادة دون تغيير عبر الأجيال.
ويعكس التقرير زيادة مثيرة للقلق في عدم المساواة في مستوى السعادة على مستوى العالم، وتحديداً بين كبار السن وفي منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا، مما يدل على وجود فجوات في الدخل والتعليم والرعاية الصحية وشبكات الدعم الاجتماعي.
وللهند نصيب من هذا التقرير، إذ احتلت المرتبة 126 في مؤشر السعادة للعام الثاني على التوالي.
وتؤثر عوامل مثل الحالة الاجتماعية والمشاركة الاجتماعية والصحة البدنية على الرضا عن الحياة بين كبار السن من الهنود.
المصدر: وكالات