يعتبر “مؤتمر ميونخ للأمن”، منصة عالمية لبحث السياسات الأمنية والأزمات العالمية، ويعد أحد وسائل التقريب بين وجهات نظر كبار القادة في العالم، لتفادي نشوب حروب عالمية جديدة ويعقد سنويًا بحضوره عدد هائل من ممثلين الدول والحكومات وخبراء الأمن، كما انفتح جدول أعماله أكثر على قضايا الأمن العالمي لتبادل الأفكار والآراء لحل النزاعات.
وفرضت الأزمات وقضايا الإرهاب نفسها على مناقشات “مؤتمر ميونيخ للأمن”، فى السنوات الأخيرة مثل الأزمة الأوكرانية، وتحديات “الإرهاب الذي يمثله تنظيم الدولة”، ومأساة اللاجئين حول العالم، والبرنامج النووي الإيراني، والسياسات الدفاعية الأوروبية، والأزمة بين الصين والدول المطلة على المحيط الهادي.
ونرصد فى التقرير التالى أبرز محطات ومناقشات مؤتمر ميونخ للأمن فى السنوات الأخيرة..
من أهم الأحداث التى شهدها ميونخ للأمن على مدار تاريخه كانت بين وزير الخارجية الروسى “لافروف”، ووزيرة الخارجية الأمريكية “هيلارى كلينتون”، حيث تم تبادل أدوات التصديق على معاهدة ستارت الجديدة (معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية) فى دورة المؤتمر لعام 2011.
في عام 2016 ناقش المؤتمر “الأزمة السورية.. ومخاطر تنظيم الدولة داعش”، وكيفية مواجهته وإدارة الصراعات في شمال وشرق أفريقيا وسبل تطوير بنية الأمن الإقليمي في أفريقيا، بمشاركة أكثر من 30 رئيس حكومة ودولة، وما يزيد على 60 وزير خارجية ودفاع من جميع أنحاء العالم.
في عام 2017، هيمنت مناقشات “ميونيخ للأمن”، حول زيادة القلق الأوروبى من مواقف الإدارة الأمريكية الجديد برئاسة دونالد ترمب، وتفاقم حالة انعدام الأمن وانتشار الشعبوية السياسية، بعد انتخاب “ترمب”، بالإضافة إلى التحديات الأمنية وما تعرف بموضوعات التطرف والإرهاب في المنطقة.
وفى النسخة 54 التى انطلقت 2018 تمركزت مناقشات المؤتمر حول التطورات التى وصلت إليها القضية السورية وعلاقات الاتحاد الأوروبي مع روسيا والولايات المتحدة والبرنامج النووي لكوريا الشمالية والأزمة الخليجية.
فيما انطلقت أمس الجمعة وعلى مدار ثلاثة أيام، مناقشات مؤتمر ميونيخ للأمن لعام 2019 فى النسخة رقم 55، بحضور المئات من القادة والشخصيات الدولية البارزة وصناع القرار من مختلف دول العالم، وفى مختلف المجالات الأمنية والسياسية والعسكرية، للتباحث حول التحديات التى تواجه العالم على مختلف الأصعدة، وسبل التصدى لها.
ويشمل جدول أعمال المؤتمر، العديد من الموضوعات من أهمها التأكيد الذاتي للاتحاد الأوروبي والتعاون عبر الأطلسي، والتأثير المحتمل لعهد جديد من المنافسة القوى العظمى، وإيجاد الحلول للعديد من المشكلات التي تواجهها دول العالم في ضوء التنافس بين الدول العظمى.
ووفق تقريرات صحفية عالمية، سيناقش المؤتمر هذا العام القضية السورية العالقة منذ سنوات والتطورات الأخيرة فى مواجهة ما يسمى نفسه “تنظيم الدولة داعش”، خاصة بعد طرده من آخر جيب لهم في سوريا ومغادرة بعض قوات التحالف الدولى، وإعادة خلط الأوراق بين مختلف اللاعبين الرئيسيين في النزاع السوري.
المصدر : وكالات