يأتي انعقاد مؤتمر « ازالة التعديات على أراضي الدولة» في هذا التوقيت ليؤكد إصرار الرئيس عبد الفتاح السيسي على استرداد أراضي وممتلكات الدولة من أيادي مغتصبيها وإشادته بالإنجازات التي تحققت في هذا الشأن، ليؤكد عدم تهاون الدولة في ازالة أي تعد باعتبار ان هذه الأراضي هي ملك لجميع الأجيال سواء الحاضرة أو المستقبلية وانه لايمكن التفريط فيها.
وبدا اهتمام الرئيس السيسي على متابعة هذا الموضوع الشائك بنفسه ومشاركته في المؤتمر الذي عقد على مدى أكثر من ست ساعات بمثابة كشف حساب لما حققته أجهزة الدولة ، بعدما أطلق الرئيس شرارة الحسم وكلف الجيش والشرطة بسحب أراضى وضع اليد أو إخضاعها للتقنين ليؤكد حرص الرئيس على الحفاظ على حقوق الدولة والأجيال القادمة وعدم السماح بأي اعتداءات أو استيلاء عليها .
ويأتي الحرص من جانب الرئيس السيسي على مشاركة الشباب فعاليات هذا المؤتمر باعتبارهم المستقبل الذي يخاطب الرئيس من خلالهم شباب مصر بكافة المحافظات ، ويحفزهم على المشاركة في جهود الدولة والعمل والانتاج بل وأيضا تأهيلهم لمقتضيات القيادة مستقبلا والانطلاق ، ويؤكد رؤية الرئيس في الاعتماد على الشباب .
ولاشك ان هذا الملف الشائك يعد أحد أهم التحديات التي تواجهها مصر نظرا للتراكمات وحجم التعديات التي شملت جميع محافظات الجمهورية الى جانب مواجهة ” مافيا” الاستيلاء والاتجار بأراضي الدولة ربما للمرة الأولى بهذا الاصرار والتحدي .
كما يعد اصرار الرئيس السيسي على اعادة ممتلكات الدولة التي تم الاستيلاء عليها دون وجه حق ، رسالة واضحة للجميع مفادها ان الدولة لن تتهاون في استرداد حقوقها، ولن تسمح بالاستمرار في هذا المسلك المشين، وتشديده على ان تحرك الدولة ليس انفعاليا وإنما بناء على رؤية تنموية .
ولعل الطرح الذي قدمه أحد الشباب بامكانية استغلال جزء من هذه الأراضي لاقامة مدارس ومستشفيات ومرافق مملوكة للدولة وجد استحسانا وقبولا من جانب الرئيس السيسي الذي أكد ان الدولة ستقوم بالطبع باستغلال هذه الأراضي ولن تسمح باعادة الاعتداء عليها مجددا مشددا على انها ملك للأجيال الحاضرة وللمستقبل .
ومن المؤكد أن تركيز رئيس الحكومة على ضرورة الحفاظ على الأراضي الزراعية يمثل أحد أهم دعائم الأمن القومي المصري، فهى ثروة مصر الحقيقية ومن خلالها يتم توفير الجانب الأعظم من احتياجات الشعب المصري من الغذاء، وتآكل الأراضي الزراعية يعنى المزيد من الاستيراد من الخارج وما يحمله ذلك في طياته من تأثيرات سلبية على الأمن القومى المصري .
وجاءت كلمة رئيس الوزراء المهندس شريف اسماعيل معبرة عن جهود الحكومة التي نجحت في استرداد مساحة 118 مليون متر مربع وبنسبة 69 % من إجمالى التعديات البالغ حجمها 168.5 مليون متر مربع ، الى جانب تحديد 1.93 مليون فدان تم الاستيلاء عليها من الأراضي الزراعية تم ازالة وتجهيز تقنين أوضاع حوالى 1.7 مليون فدان بنسبة 87% منها ، وهي مساحات شاسعة لو تم استغلالها لصالح الدولة لحققت الكثير من المكاسب .
وخلال المؤتمر بدا حرص الرئيس السيسي على توجيه العديد من الرسائل لعل أهمها رسالته الى الشباب بأن عليهم ان يستعدوا للمشاركة في تحمل المسئولية وان يكون لديهم تصورات لحل المشكلات ورؤى لبناء الوطن ، وتأكيد الرئيس باستعداده للسماع لهم وتبني مقترحاتهم ،
كما وجه رسالة قوية بعدم السماح بأي تجاوزات بشأن التعديات علي أراضي الدولة ومحاسبة الذي يتجاوز القانون وعدم السماح بالتعدي على حرم النيل وشدد الرئيس على المسئولين بعدم السماح بالتعدي على حرم نهر النيل والمصارف والترع، وأهمية الحفاظ على وجود بعض الجزر في النيل، وعدم السماح بالتواجد عليها وان تتحول هذه الجزر الى محميات طبيعية .
ووجه الرئيس السيسي، تحذيرا شديدا لرافضى تقنين أوضاع الأراضى التى استولوا عليها، مؤكدا انه لن يسمح لأحد بالاستيلاء على أراضي الدولة دون وجه حق .
وبدا الرئيس عبد الفتاح السيسى واضحا في إن لكل المواطنين الحرية الكاملة فى توجههم السياسى، دون الحجر على فكر ودون ان يكون لأي شخص الحق في تغيير تفكير آراء الآخرين أو التأثير عليهم .
كما جاء حرص الرئيس السيسي على توجيه رسالة واضحة تؤكد اصراره على المضي قدما في جهود التنمية وتقديم الدعم لمشروعات الشباب تحفيزا لهم على ضرورة بذل الجهد لصالح بناء الوطن .