تعثرت مفاوضات إخراج مسلحي “جبهة النصرة”، من محيط بلدة عرسال شرقي لبنان، باتجاه إدلب داخل الأراضي السورية.
وأفاد مصدر محلي بأن سبب تعثر المفاوضات “خلاف نشب بين ميليشيات حزب الله وجبهة النصرة، بشأن مسار الحافلات في الداخل السوري، وكيفية تسليم النصرة محتجزي حزب الله لديها”.
وكان مقررا أن تنطلق حافلات تقل مسلحي “جبهة النصرة” وعائلاتهم، من محيط بلدة عرسال إلى الداخل السوري، صباح الاثنين.
لكن الخلافا بين ميليشيات حزب الله والتنظيم بشأن الطريق الذي يفترض أن تسلكه الحافلات، أبقاها خالية، حتى بعد وصول عشرات منها إلى محيط عرسال.
وتصر “النصرة” على أن تخرج دفعات مسلحيها وعائلاتهم من محيط عرسال إلى بلدة فليطة الحدودية، ومنها إلى بلدة قارة المجاورة، ثم إلى محافظة حمص، فمنطقة السلمية في محافظة حماة، وصولا إلى منطقة السعن، حيث من المقرر أن تنقل العائلات إلى إدلب.
ورسمت “النصرة” هذا الطريق لأنها تسعى قدر الإمكان ألا تمر الحافلات في مناطق سيطرة النظام السوري، كما أنها تطالب بعدم تفتيش الحافلات.
لكن ميليشيات حزب الله تطالب بأن تمر الحافلات عبر طريق حمص الدولي، متوجهة من فليطة إلى إدلب.
وتسبب ملف محتجزي حزب الله لدى “النصرة” أيضا، في تعثر المفاوضات، حيث تؤكد “النصرة” أن منطقة السعن مكان تسليم الأسرى، وتقول إنها ستسلم أسيرا مع كل 5 حافلات تصل المنطقة.
بينما يطالب حزب الله بتسليم أسراه جميعا دفعة واحدة مع وصول الحافلة الأولى التي تقل مسلحي “النصرة”.
وبين المطالب والمطالب المضادة، يعلق أكثر من 10 آلاف شخص في محيط عرسال، فيما فضل نحو 9 آلاف الخروج إلى إدلب، على العودة إلى مناطقهم في تلال القلمون، شمال دمشق.
فحتى مع الأوضاع المعيشية والأمنية الصعبة في إدلب، يرفض هؤلاء الخروج إلى القلمون، متخوفين من تجنيد النظام السوري لهم أو ملاحقتهم، ومعظمهم مسلحون في “النصرة” مع عائلاتهم.
لكن نحو 3 آلاف آخرين، فضلوا العودة إلى مدينة الرحيبة في منطقة القلمون، وغالبيتهم تتبع فصيل “سرايا أهل الشام” المحسوب على المعارضة السورية.
المصدر : وكالات