رغم إعلان الجيش الإسرائيلي ” السيطرة العملياتية ” على ميناء غزة فإن حركة حماس لم تعلّق حتى الآن على الإعلان الإسرائيلي مع اتهام تل أبيب للحركة باستخدام الميناء في “أعمال إرهابية”.
حيث أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته “تكمل السيطرة العملياتية على مرسى غزة، الذي كانت تستخدمه حماس لأغراض إرهابية”، وأن هذا جاء بعد أيام من “قتال مشترك لقوات من مختلف الأذرع”، مؤكدا “تطهير جميع المباني في منطقة المرسى”.
وعما يقول إنها استخدامات “إرهابية”، أضاف البيان أن القوات الإسرائيلية “دمّرت نحو 10 فتحات أنفاق، و4 مبانٍ تشكل بنية تحتية إرهابية”، متهما الحركة باستخدام الميناء كمنشأة تدريب “لتوجيه وتنفيذ اعتداءات بحرية”.
وميناء غزة، أهم نافذة بحرية للقطاع على البحر المتوسط، لكن أهميته التجارية تراجعت مع فرض الحصار على القطاع برا وبحرا منذ سيطرة حماس على غزة عام 2007.
من جانبه نفى الخبير العسكري اللواء ماجد القيسي، مدير برنامج الأمن والدفاع بمركز صُنع السياسات الدولية، صحة ما ورد في البيان الإسرائيلي بشأن استخدام الميناء لـ”أغراض إرهابية”.
واستدل القيسي على أن الميناء لا يصلح لهذه الأغراض بشرح قيمته ووضعه من ناحية الموقع والاستخدامات :
1 ) بشكل مبدئي .. فان المرسى الذي أعلنت إسرائيل السيطرة عليه هو مجرد مرفأ وليس ميناء .
2 ) هذا المرفأ يمثّل أهمية فقط للصيادين الذين يستخدمونه في عمليات الصيد بزوارق صغيرة، ولا توجد به بنية تحتية ولا مستودعات ولا سفن متوسطة أو كبيرة.
3 ) هو متوقّف بالأساس منذ عملية 7 أكتوبر.
4 ) المرفأ يقع على ساحل غزة جنوب مخيم الشاطئ، وهو تحت أنظار ومراقبة إسرائيل.
لكل هذه الأسباب، فإن هذا المرفأ لا يمثل أي أهمية عسكرية، وحماس لا تستخدمه سواء في عمليات دعم لوجيستي أو في عمليات نقل أسلحة؛ لأنه لا يصلح.
ويُرجع الخبير العسكري حديث إسرائيل عن وجود مؤشرات لاستخدامات وتدريبات “إرهابية” في ذلك المكان، إلى أنها “تسعى لتصدير انتصار إلى الرأي العام الداخلي، بأنها سيطرت على مناطق؛ حيث تواجه ضغوطا في الداخل بعد فشلها في الوصول إلى الرهائن”.
ويعتبر تحرير الرهائن الإسرائيليين والأجانب الذين أسرتهم الفصائل الفلسطينية في هجومها المفاجئ على المستوطنات القريبة من غزة، في 7 أكتوبر، ونقلتهم إلى القطاع، أحد أبرز حجج تل أبيب لشن هجومها الواسع على غزة.
وقدَّر الجيش الإسرائيلي عدد الرهائن بـ239 شخصا، بينما أعلنت حركة حماس مقتل 60 منهم خلال غارات إسرائيلية، وعثرت القوات الإسرائيلية خلال حصارها لمستشفى الشفاء على جثتين لمجندتين من الرهائن.
تأتي سيطرة إسرائيل على ميناء غزة في ظل الاتجاه لتوسيع عملياتها في القطاع، والتي تقول إن هدفها تحرير الرهائن والقضاء على حركة حماس، في حين يرى متخصصون في هذا الملف أن الهدف الرئيسي هو إجبار سكان القطاع على الرحيل منه باتجاه مصر.
وشهدت الأيام الأخيرة تصعيدا إسرائيليا ضد مدن جنوب غزة، على غرار هجومها الذي كان يركز على مدن الشمال منذ بدء المعارك، مع مطالبتها السكان في الجنوب لترك منازلهم للاتجاه نحو رفح على الحدود المصرية الفلسطينية.