يحتفل العالم في 19 أغسطس الجاري باليوم العالمي للعمل الإنساني تحت شعار “لست هدفا”، بهدف الإشادة بعمال الإغاثة، الذين يجازفون بأنفسهم في مجال الخدمات الإنسانية، وكذلك حشد الدعم للمتضررين من الأزمات في جميع أنحاء العالم.
ودعت الأمم المتحدة إلي الانضمام إلي حركة “لست هدفاً” Not ATarget وحثت قادة العالم على بذل كل ما في وسعهم لحماية جميع المدنيين في حالات الصراع ومناطقه.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت القرار (63/L.49) الذي حدد يوم 19 أغسطس من كل عام للاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني، وهو مخصص للاعتراف بمجهودات العاملين في المجال الإنساني ، وأولئك الذين فقدوا حياتهم أثناء تأديتهم المساعدات الإنسانية. ويصادف يوم 19 أغسطس، وهو اليوم الذي قتل فية الممثل الخاص للأمين العام في العراق سيرجيو فييرا دي ميلو و21 من زملائه في تفجير مبنى الأمم المتحدة في بغداد عام 2003.. وبينما يتعرض الملايين من الناس للحصار في الحروب التي ليست من صنع أيديهم، لا يفعل العالم ما يكفي لوقف معاناتهم.
وقال أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة في رسالته بهذه المناسبة ، إننا في كل عام في اليوم العالمي للعمل الإنساني ، نسلط الضوء على ملايين المدنيين في جميع أنحاء العالم الذين عانت حياتهم من الصراع..وفي هذا اليوم ، نأخذ أيضاً لحظة لتكريم عمال الصحة والعاملين الشجعان المستهدفين أو المتعثرين أثناء انطلاقهم لمساعدة المحتاجين ، وتحية موظفي الحكومة ، وممثلي المنظمات والوكالات الدولية الذين يخاطرون بحياتهم.. الحياة اليومية لتقديم المساعدات الإنسانية.
وأضاف:على الرغم من جهودنا ، لا يزال المدنيون بمن فيهم العاملون في مجال الإنسانيات والإنسانية، يتحملون وطأة الصراعات الشديدة حول العالم.. وهم يتعرضون للهجوم ويعرقل وصولهم ، في حين أن النشطاء يتسببون في نهب الإمدادات الإنسانية والمستشفيات،بالإضافة إلى ذلك ، في مدن مثل جوبا وحلب ، يتم تدمير المساكن والأسواق والمدارس والبنية التحتية المدنية الحيوية، وفي اليمن ، قتل وباء الكوليرا القاتل أكثر من 9000 شخص.. إن الخدمات الصحية والبنية التحتية للمياه والصرف الصحي تنهار تحت ضغط الحرب.. وفي العراق وسوريا وجنوب السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية ونيجيريا وأماكن أخرى ، تحتاج آلاف النساء والفتيات على وجه السرعة إلى الحماية والدعم والعلاج من العنف والاستغلال الجنسيين الصادمين.. ونتيجة هذه الأزمات هو الرقم القياسي للناس – أكثر من 65 مليون – أجبروا على الفرار من ديارهم من الصراع.. لا أحد يكسب هذه الحروب، كلنا نخسر.
وذكر جوتيريش ، أنه في هذا العام ، وفي اليوم العالمي للعمل الإنساني ، تدعو الأمم المتحدة وشركاؤها جميع القادة العالميين إلى بذل كل ما في وسعهم لحماية الأشخاص المحاصرين في الصراع.. دع العالم يعرف: المدنيون ليسوا هدفاً.
ودعا جوتيريش إلى الوقوف معنا للتضامن مع المدنيين في الصراع ، ومع العاملين في مجال الصحة والإغاثة الذين يخاطرون بحياتهم لمساعدتهم، وشارك في حملتنا عبر الإنترنت على العنوان #worldhumantarianday.org. # في اليوم العالمي للعمل الإنساني ، دعونا نلتزم ببذل كل ما في وسعنا لحماية النساء والفتيات والرجال والفتيان في خط النار ، ولإعطائهم الأمل في مستقبل أفضل.
وكشف تقرير لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع لمنظمة الأمم المتحدة ، أن العالم قد شهد خلال العام الماضي ارتفاعاً في وتيرة الحروب والنزاعات والكوارث الطبيعية أيضاً، مما أدى إلى وصول حاجة البشر إلى المساعدات الإنسانية من المحتاجين حول العالم لتسجل رقماً قياسياً، حيث بلغت أكثر من 141 مليون شخص خلال 2017، وقد وجهت المنظمة الأممية نداءات لجمع مساعدات إنسانية بقيمة 23.5 مليار دولار، وسجلت بذلك أعلى مبلغ تسعى إلى جمعه.
وقد نجح مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بجمع 13 مليار دولار من المبلغ؛ بهدف استغلالها في تأمين الاحتياجات الأساسية والحماية للأشخاص المحتاجين حول العالم. وأكد التقرير أن الكوارث الطبيعية المدمرة، مثل الفيضانات والعواصف والحرائق وسوء الأحوال الجوية، تؤدي في الوقت الحالي إلى تشرد عدد من الناس يفوق بثلاث مرات العدد الذي يتشرد بسبب النزاعات.
وسجلت أكثر من ٣١ مليون حالة جديدة من التشرد الداخلي في عام ٢٠١٦، أي ما يعادل اضطرار شخص واحد إلى الفرار كل ثانية.. ومن بين هذه الحالات، تشرد أكثر من 24.2 مليون شخص بسبب الأخطار الطبيعية في ١١٨ بلداً وإقليماً، أو ما يفوق بثلاث مرات عدد الأشخاص، البالغ 6.9 ملايين، الذين تشردوا مؤخرا بسبب النزاعات.
وازدادت وتيرة الكوارث الطبيعية وحدتها وتكلفتها نتيجة تغير أنماط الطقس. فقد دفعت ظاهرة النينيو ٢٣ بلداً في أربع قارات إلى التماس المساعدة لأكثر من ٦٠ مليون شخص في الفترة ٢٠١٥/٢٠١٦.. وقد يشهد عام ٢٠١٧ حقبة جديدة من ظاهرة النينيو.. وضربت أزمة غذاء غير مسبوقة عدداً من الناس أكثر من أي وقت مضى. وخلف النزاع والجفاف والعنف خطر مجاعة هددت ٢٠ مليون شخص في جنوب السودانوالصومال ونيجيريا واليمن. وأكد التقرير أن من أشد الشعوب المحتاجة للمساعدات الإنسانية، مواطني دول مثل: الكونغو الديموقراطية، والعراق، وسوريا، واليمن، وإثيوبيا، ونيجيريا، والصومال، وإقليم أراكان في ميانمار.
في الوقت نفسه ، أشار تقرير لمنظمة الهجرة الدولية ، إلى قائمة تضمنت أخطر الأماكن في إيصال المساعدات الإنسانية ، واحتلت سوريا الترتيب الأول في قائمة أخطر الأماكن لإيصال المساعدات في العالم لعام 2017.
وأشارت معطيات المنظمة إلى أن 29 شخصاً من كوادر البعثات الإنسانية الدولية قتلوا في سوريا، العام الماضي. كما تعرضت قوافل المساعدات الإنسانية التي كانت تنقل معونات للمناطق المحاصرة في سوريا للاستهداف مرات عدة، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من كوادر البعثات الإنسانية بالإضافة لمتطوعين.
وقد جاءت في المرتبة الثانية في القائمة دولة جنوب السودان التي قتل فيها 14 موظفاً إنسانياً في عام 2017. وتقاسمت أفغانستان مع جمهورية أفريقيا الوسطى المركز الثالث من حيث عدد القتلى بين موظفي البعثات الإنسانية، إذ قتل فيهما 11 شخصاً في العام الماضي. وتضمنت القائمة أيضاً كلا من النيجر وكينيا والمكسيك والصومال ومالي وميانمار.
وقد ساعدت الأمم المتحدة وشركاؤها، خلال عام 2017، أكبر عدد من الأشخاص مقارنة بأي سنة سابقة منذ تأسيس المنظمة. فقد تلقى ما مجموعه 96.2 مليون شخص، كان أكثر من نصفهم من النساء والأطفال، مساعدات لإنقاذ الحياة من غذاء وملاجئ ورعاية صحية وحماية في أكثر من ٤٠ بلداً.
المصدر: أ ش أ