حصل مرشّح الرئيس الأمريكي جو بايدن لتولّي وزارة العدل القاضي ميريك جارلاند الإثنين على تأييد غالبية أعضاء لجنة العدل في مجلس الشيوخ، في خطوة أساسية على طريق تثبيته في هذا المنصب خلال جلسة تصويت عامة قد يعقدها المجلس اعتباراً من هذا الأسبوع.
وجارلاند (68 عاماً) الذي يرأس حالياً محكمة الاستئناف في واشنطن حاز خلال جلسة التصويت الإثنين على تأييد 15 سناتوراً مقابل سبعة، جميعهم جمهوريون، صوّتوا ضدّه.
وكان جارلاند تعهّد خلال جلسة استماع عقدتها اللجنة الأسبوع الماضي أن تكون مكافحة التطرّف الداخلي “أولويته الأولى” إذا ما تمّ تثبيته على رأس وزارة العدل.
ويومها قال جارلاند إنّ التطرّف اليميني في الولايات المتحدة حالياً أسوأ مما كان عليه عندما قاد التحقيق في تفجير مبنى فدرالي في أوكلاهوما سيتي في 1995 في هجوم أسفر عن مقتل 168 شخصاً.
وبالإضافة إلى أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين فقد حصل جارلاند على تأييد أعضاء جمهوريين من الوزن الثقيل في مقدّمهم زعيم الأقلية الجمهورية في المجلس السناتور ميتش ماكونيل الذي أكّد علانية أنّه سيصوّت في الجلسة العامة لمصلحة القاضي الليبرالي المعتدل.
وقال كبير الأعضاء الجمهوريين في لجنة العدل بمجلس الشيوخ السناتور تشاك جراسلي “سأصوّت له. آمل ألا أخطئ بمنحه ثقتي”.
بدوره قال رئيس اللجنة السناتور الديمقراطي ديك دوربين إنّ “أمريكا ستكون أفضل بوجود شخص مثله على رأس وزارة العدل. أنا فخور بدعم القاضي جارلاند وآمل أن ينضم إليّ جميع زملائي في فعل الشيء نفسه”.
ولم يتحدّد بعد موعد الجلسة العامة التي سيصوّت خلالها مجلس الشيوخ بأسره على تثبيت جارلاند في منصبه، لكنّ هذه الجلسة قد تعقد اعتباراً من هذا الأسبوع.
ويتمتّع مجلس الشيوخ في الولايات المتّحدة بسلطة المصادقة على الترشيحات الرئاسية للمناصب الأساسية في الحكومة أو رفضها. ويتمتّع الديمقراطيون في المجلس بأغلبية جدّ ضئيلة، إذ إنّهم يتقاسمون المجلس مناصفة مع الجمهوريين (50-50) لكنّ نائبة الرئيس كامالا هاريس التي تشغل دستورياً منصب رئيسة المجلس يمكنها التصويت حين تشاء، مما يمكّنها من ترجيح الكفّة لصالح حزبها عند الاقتضاء.
وكان جارلاند قال خلال جلسة الاستماع أمام لجنة العدل إنّ هناك خطاً مباشراً بين اعتداء أوكلاهوما والهجوم الذي شنّه في 6 يناير حشد من أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب على مبنى الكابيتول.
وفي 2016 حين كان الجمهوريون يسيطرون على مجلس الشيوخ عرقلوا ترشيح الرئيس السابق باراك أوباما لجارلاند لعضوية المحكمة العليا، مبرّرين موقفهم بقرب موعد الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها مرشّحهم دونالد ترامب ممّا مكّنه من تعيين قاض محافظ بدلاً من هذا القاضي الليبرالي.
المصدر: الفرنسية (أ ف ب)