لأول مرة منذ وقف إطلاق النار.. غارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت وسقوط شهيد و8 مصابين

شن الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، غارات جوية مكثفة على الضاحية الجنوبية لبيروت هى الأولى منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين جماعة “حزب الله” وإسرائيل حيز التنفيذ في نوفمبر الماضى، فيما طالب الرئيس اللبناني جوزيف عون المجتمع الدولي بـ”إرغام إسرائيل على الالتزام بالاتفاق”.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه هاجم صباح اليوم ما وصفها بـ”بنية تحتية لتخزين الطائرات المسيّرة التي يستخدمها حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت”، وذلك بعدما أصدر تحذيراً لسكان العاصمة اللبنانية، معلناً استهداف منزل هناك، بزعم تبعيته لـ”حزب الله”.
وأفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام بأن الجيش الإسرائيلي نفَّذ تهديداته وشن غارة بصاروخين على المبنى المهدد في بلدة الحدث، ودمره بشكل كامل.
في وقت سابق اليوم، ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية أن “مدارس عدة رسمية وخاصة أغلقت أبوابها في منطقة صور جنوب لبنان بعد التهديد الإسرائيلي بالرد العسكري على لبنان”.
وأفادت الوكالة، بأن قصفاً مدفعياً إسرائيلياً استهدف، صباح الجمعة، عدة بلدات في جنوب لبنان، مشيرة إلى أن بلدة الخيام تعرَّضت لقصف مدفعي وعملية تمشيط نفَّذها الجيش الإسرائيلي، كما تعرَّضت بلدة كفركلا للقصف.
وأوضحت أن القصف طال أيضاً محيط بلدة يحمر الشقيف، كما تعرَّضت أطراف بلدة قعقعية الجسر لقصف مدفعي مركز بالقذائف الثقيلة.
وأفادت وزارة الصحة اللبنانية، باستشهاد شخص وإصابة 8 آخرين فى غارة إسرائيلية على بلدة كفر تبنيت فى جنوب لبنان.
ونقلت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام عن بيان الوزارة القول إن “غارة العدو الإسرائيلي على بلدة كفر تبنيت أدَّت في حصيلة محدَّثة إلى سقوط شخص وإصابة 8 أشخاص بجروح من بينهم 3 أطفال”.
جاء ذلك في الوقت الذي وجَّه فيه الجيش الإسرائيلي تحذيراً عاجلاً للسكان المتواجدين في الضاحية الجنوبية لبيروت وخاصة في حي الحدث، بإخلاء عدة منازل.
وجاءت الغارات الإسرائيلية بعدما حمَّلت إسرائيل لبنان مسؤولية إطلاق صاروخين قالت إنهما أطلقا من أراضيه، وشنت على إثرهما سلسلة من الغارات على قرى وبلدات جنوب لبنان.
وفي السياق ذاته، أكدت جماعة “حزب الله”، التزامها باتفاق وقف إطلاق النار، واتهمت تل أبيب بـ”افتعال الذرائع لاستمرار العدوان على لبنان”.
كما أعلن “حزب الله” إلغاء احتفال يوم القدس المقرر، اليوم “نظراً للعدوان الصهيوني الذي طال الضاحية الجنوبية لبيروت”.
وقال الرئيس اللبناني جوزيف عون إنه أبلغ نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الجمعة، بأن الهجوم الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت هو استمرار للانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار مع “حزب الله”.
ونقل مكتب عون عنه القول خلال زيارة لباريس “على المجتمع الدولي أن يضع حداً لهذه الاعتداءات، وإرغام إسرائيل على الالتزام بالاتفاق كما يلتزم به لبنان”.
فيما أدان رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام استهداف إسرائيل للضاحية الجنوبية لبيروت، واصفاً إياه بـ”التصعيد الخطير”.
وشدد سلام فى بيان على “وجوب وقف الخروقات الإسرائيلية الدائمة لاتفاق وقف إطلاق النار، وضرورة انسحاب إسرائيل الكامل من النقاط التي لا تزال تحتلها وبأسرع وقت ممكن”.
وكان سلام حذّر مجدداً من تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية، وأجرى اتصالاً بقائد الجيش العماد رودولف هيكل، للاطلاع على حقيقة الوضع في الجنوب، وطلب منه التحرك السريع لإجراء التحقيقات اللازمة لـ”كشف الجهات التي تقف خلف العملية اللا مسؤولة في إطلاق الصواريخ، التي تهدد أمن لبنان واستقراره”.
من جهته، اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الغارات على بيروت “غير مقبولة” وتُمثّل انتهاكاً لوقف إطلاق النار، مؤكداً أنه “إذا مارست الولايات المتحدة الضغط على إسرائيل يمكن تحقيق اتفاقات وقف إطلاق نار”.
وأضاف ماكرون في مؤتمر صحافي مشترك من قصر الإليزيه في باريس مع نظيره اللبناني: “سنعمل مع أميركا والأمم المتحدة لضمان تنفيذ وقف إطلاق النار في لبنان”. وشدد على ضرورة انسحاب إسرائيل من خمس نقاط مراقبة في جنوب لبنان.
وتابع بالقول: “ليس لدينا أي معلومات استخباراتية بشأن ضربات حزب الله، وفي هذه المرحلة لا يوجد أي نشاط يبرر القصف الإسرائيلي اليوم”.
ونبَّه ماكرون إلى أنه سيجري اتصالاً بالرئيس الأميركي دونالد ترمب لمناقشة الضربات على لبنان، وكذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وبموجب الاتفاق، يجري إخلاء جنوب لبنان من أي أسلحة لـ”حزب الله” وأن تنسحب القوات الإسرائيلية من المنطقة، وأن ينشر الجيش اللبناني قواته فيها.
وينص الاتفاق كذلك على أن الحكومة اللبنانية مسؤولة عن تفكيك جميع البنى التحتية العسكرية في جنوب لبنان ومصادرة جميع الأسلحة غير المصرح بها.
ووضع الاتفاق حداً للقصف الإسرائيلي والعمليات البرية في لبنان والهجمات الصاروخية اليومية التي شنها “حزب الله” على إسرائيل، لكن الجانبين يتبادلان الاتهامات بعدم تنفيذ بنود الاتفاق بالكامل.
المصدر: وكالات