بينما تضبط “بيونج يانج” توقيتها الزمني مع “سيول”، في أول خطوة عملية للمصالحة والوحدة الوطنية بين الكوريتين.. لا يزال التوقيت بين واشنطن وبيونغيانغ، محاصرا بين “الشكوك والشروط” قبيل القمة المرتقبة بين الرئيس الأمريكي ترامب، والكوري الشمالي، كيم جونج أون، الذي أعلن إنه “كان أمرا مؤلما رؤية ساعتين تشيران إلى توقيتين مختلفين لبيونغيانغ وسيول” على جدران المكان الذي عقد فيه اجتماع القمة التاريخي مع نظيره الكوري الجنوبي، مون جيه إن.
وبعدما أعلنت كوريا الشمالية، أنها ستقدم توقيتها 30 دقيقة ليتماشى مع توقيت كوريا الجنوبية، ابتداء من الخامس من الشهر المقبل، ترجمة ايجابية لنجاح قمة الكوريتين.. تتجه الأنظار للقمة المرتقبة بين “ترامب وكيم”، والتي يتراوح موعدها بين الأسابيع الثلاثة أو الأربعة المقبلة، بحسب تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
الدوائر السياسية في واشنطن، تصف القمة المرتقبة بين “ترامب وكيم” ، بأنها لقاء على فوهة “بركان خامد”، من الشكوك والعداءات والشروط المتبادلة بين الدولتين..مما يتوافق مع تساءل وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو: “مَن يدري كيف ستجري المفاوضات النهائية؟ لا يزال هناك عمل كثير، لكن لدي أمل كبير بأن الشروط التي حددها الرئيس ترامب تعطينا هذه الفرصة، ومن واجبنا استخدام خطاب دبلوماسي لمحاولة إيجاد حلّ سلمي، لئلا يُهدَد الأمريكيون من كيم وترسانته النووية. هذه هي المهمة والهدف”.
الإدارة الأمريكية، ترى أن من الصعب ترقب نتائج قمة “ترامب وكيم”، بناء على قراءة تاريخ “العداء والكراهية والتهديدات الصريحة” بين الدولتين، وأن القمة لن تعقد بمعزل عن هذا التاريخ.. وهو ما أكد عليه وزير الخارجية الأمريكي، قائلا: إن الإدارة الأمريكية “واعية تماماً، نعرف التاريخ، وندرك الأخطار، سنكون مختلفين جداً، وسنفاوض في شكل مختلف عما حصل في الماضي”. وتابع: “لن نقطع وعوداً ولن نصدّق الكلام. سنسعى الى أفعال، والى أن يحصل ذلك، فإننا سنواصل الضغط على بيونج يانج”.
واشنطن ترى أيضا، أن إطلاق كوريا الشمالية 3 أمريكيين تحتجزهم، سيكون “دليلاً على حسن نية” في الإعداد للقمة المرتقبة بين ترامب وكيم في شهر مايو، أو يونيوالمقبلين، وهو أمر يشغل أذهان كل الأمريكيين الذين يخدمون في هذه الإدارة حالياً ـ بحسب مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون ـ وأن هذا الأمر يحتل أهمية كبيرة في العلاقات بين حكومتي البلدين.
ورغم أن الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، استبق القمة التي سيعقدها مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، متعهداً إغلاق موقع لاختبارات نووية الشهر المقبل، في حضور خبراء وصحفيين من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، إلا أن الإدارة الأمريكية، تطالب بـ “آلية كاملة يمكن التحقق منها ولا عودة عنها لنزع السلاح النووي..وقال وزير الخارجية الأمريكي : “نستخدم كلمة لا عودة فيها عن قصد، وسنطلب تنفيذ الخطوات التي تُظهر أن عملية نزع السلاح النووي تمضي قدماً، ونفكر في النموذج الليبي لعامَي 2003 و2004ن وأن الولايات المتحدة ستستند أيضاً الى النصوص التي وقعتها بيونغيانغ، مثل الاتفاق بين الكوريتين عام 1992، ونبحث ايضاً في ما تعهدت كوريا الشمالية فعله في السابق، اذ تعهدت التخلّي عن أسلحتها النووية والتزمت الإحجام عن تخصيب اليورانيوم وتطوير البلوتونيوم.
وبينما يُطرح اسم قرية “بنمونجوم” في المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين، والتي شهدت قمة الكوريتين يوم الجمعة الماضي، مكاناً محتملاً للقاء “ترامب ـ كيم”.. فإن الدوائر السياسية في واشنطن تطرح توقعاتها لقمة “فوق بركان خامد”، بأن الرئيس ترامب یرید أن یحقق أقصى استفادة، أو ینسحب بشكل كامل .من المفاوضات حول البرنامج النووي لكوریا الشمالیة، وأن المحادثات یمكن أن تتوصل لصفقة بفرض قيودًا على صواريخ كوريا الشمالية قصيرة المدى، التي يمكن أن تستهدف اليابان وكوريا الجنوبية، وأن الخیار الأكثر اعتدالا قد یتضمن رفع الولایات المتحدة العقوبات تدریجیًا عن كوریا الشمالیة، وتقدیم الوقود والمساعدات الاقتصادیة، في المقابل، سیتعین على كوریا الشمالیة تجمید تطویر أسلحتھا النوویة والقذائف بعیدة المدى، وفي النھایة تفكیكھا.
المصدر: وكالات