على نحو مؤقت، تراجع مستوى التوتر بين تركيا واليونان ومن ورائها أوروبا، لكن هذا التراجع سرعان ما تلاشى بسبب سياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وفق تقارير إعلامية ألمانية، حيث أبرزت خطورة توجهات الرئيس التركي على القارة الأوروبية.
تقارير صحفية أشارت إلى أن المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، بذلت جهدا ضخما للتوسط دبلوماسيا من أجل نزع فتيل الأزمة في شرقي المتوسط بين تركيا واليونان.
وقبل أيام، سحبت حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان السفينة من المنطقة المتنازع عليها وأعادتها إلى مرفأ تركي وتنقب تركيا في مياه تؤكد أثينا أنها تعود لها ولا يحق لأنقرة التنقيب فيها.
وبعيدا عن المتوسط، يقول مراقبون أن أردوغان انتهج سياسة عدائية للغاية منذ عام 2016، ولم تعد الشراكات القديمة مثل حلف شمال الأطلسي عقبة أمام الرئيس التركي.
وبالنسبة إلى أردوغان، فإن السياسة الخارجية تقوم على معادلة صفرية، فلا يمكنه الفوز إلا عندما يخسر الآخرون. واللاجئون من بين الأوراق التي يضغط فيها أردوغان على أوروبا، ويتحدث ساسة أوروبيون عن تهديدات الرجل التي لا تتوقف بهذا الشأن، ويقولون إن لديه قدرة كبيرة على تحريك الملف.
وهدد أردوغان مرارا بإغراق أوروبا باللاجئين، وفعل ذلك عام 2015، عندما استقبلت أوروبا مئات آلاف اللاجئين بعدما فتح الرئيس التركي أبواب القارة لهم.
وفي ليبيا، يسعى أردوغان إلى المزيد من الاستفزازات على نحو كبير , الأمر الذي يسمح له بممارسة الابتزاز لدول جنوب القارة الأوروبية، وخاصة فرنسا.
وقال الرئيس الفرنسي، إيمانيول ماكرون، إن أنقرة لم تعد شريكة لأوروبا في منطقة الشرق الأوسط ,حيث أن تصاعد التدخلات التركية في ليبيا سيؤدي إلى تعميق حالة الفوضى هناك، وهذا آخر شيء تريده أوروبا.
ومن جهة أخرى يعمل أردوغان على تعزيز نفوذه على الحكومة الأوكرانية التي تدير بلد يقع على بوابة أوروبا الشرقية، وفي البلقان يعزز من الشراكات السياسية والتعاون الاقتصادي في دول هذه المنطقة .
و تشير التقارير الإعلامية إلى أن سياسة أردوغان تجاه أوروبا سيئة في المحصلة النهائية، و أن العقوبات الأوروبية التي فرضت على تركيا لم تجلب التأثير المطلوب حتى الآن.
المصدر: وكالات