يُقال “ما أسهل بناء الحجر وما أصعب بناء الإنسان”، لذا فمن المعروف أنّ التربية ليست أمراً سهلاً على الإطلاق، ومن هذا المنطلق يبذل غالبية الآباء كافة جهودهم لإنشاء أبنائهم بطريقة صحيحة قدر المستطاع.
إلا أنّهم قد يواجهون الكثير من المصاعب التي تكون عائقاً في طريقهم، بعضها يكون بسبب البيئة المحيطة وبعضها بسبب الجهل أو طباع الطفل الصعبة، فيحدث جرّاء ذلك بعض الخلل في إحدى جوانب حياة الطفل.
ويقؤل المستشار التربوي خالد الزهيري أن هناك أربعة أركان مهمة للحصول على توازان مثالي لشخصية الطفل وقال:”عندما نتحدث عن التوازن في حياة الطفل، فإننا نتحدث عن أربعة أركان لابد أن نعمل عليها جميعاً للوصول للتوازن المثالي وهي “بناء العقل والجسم والروح و القلب”.
وأضاف “إذا نقص نصيب ركن من هذه الأركان، حدث خلل في بناء الطفل، ينتج عنه سلوكيات يرفضها الوالدين أو المجتمع، ولكي يحقق الوالدين، خاصة الأمهات البناء الشامل للطفل، ينبغي عليهم إتباع النقاط التالية”:
1 – السلوك الايجابي المتوازن: دائماً يأتي بين سلوكين مذمومين على سبيل المثال: الكرم، نجد التفريط فيه يؤدي للبخل والإفراط فيه يؤدي للإسراف، التفريط في الشجاعة يوصل للجبن والإفراط فيها يؤدي للتهور، وعليه لابد أن نكون وسطيين في تربيتنا بحيث لا نعطي ونوفر للطفل كل شيء فيصبح إتكالياً، ولا نحرمه الحرمان والمنع الشديد فيصبح مكسور النفس، شاعراً بالنقص في نفسه فيهمل إحدى جوانب شخصيته، والأسوأ أنّ يحاول إشباع هذا النقص بالعدوانية و الاعتداء على ممتلكات الغير.
2. الحرص على تغذية الأركان الأربعة المذكورة أعلاه بالتساوي لدى الطفل، غذاء الروح بالعبادات والأعمال التطوعية، وغذاء الجسد بالاهتمام بنظافته وإعطاءه حقه من الأكل الصحي السليم والرياضة أياً كان نوعها، وغذاء القلب بالحب والقناعة وحسن الظن بالناس، وغذاء العقل بالاستذكار والمعرفة، فلو نقص الاعتناء بإحدى هذه الجوانب حدث الخلل.
3. احذري من منطقة الراحة، والقصد منها التخلص من بكاء الطفل أو إزعاجه من خلال إشغاله بالأجهزة الذكية على سبيل المثال، هذه العادة هي (القاتل البطيء) للتوازن التربوي للطفل، ومن المؤسف أنها منتشرة بكثرة في عائلاتنا وهي تقضي على نشاط الطفل وقدراته الذهنية والإبداعية أو تؤثر عليهما سلباً.
4 – لابد أن يكون المنزل مطمئناً وبه سبل الراحة الملبية لاحتياجات الطفل، فإذا قلّ الاهتمام بالطفل واحتياجاته الأساسية كبقية أقرانه، تحدث للطفل بعض الاضطرابات السلوكية أو النفسية وقد ينجم عنها أيضاً أمراض عضوية.
5. لابد أن تكون علاقة الوالدين راقية ومستقرة بينهما ومبنية على الاحترام والمودة والنقاش، كما يجب أن تكون معاملتهم لأبنائهم بذات القدر من التساوي فلا يتم تفضيل أحد الأبناء على الآخرين، وأنّ لايتم مقارنتهم ببعض أصدقائهم أيضاً فذلك يؤدي إلى تقليل أهمية الذات.
6. على الوالدين مساعدة أبنائهم لوضع أهدافاً في كافة جوانب حياتهم “الدراسية والمهنية، الصحية، البدنية، الإيمانية” والتي تتماشى مع رغباتهم، وأن يساعدوهم على السعي لتحقيقها من خلال الحوافز والتشجيع.
المصدر: وكالات