مع تصاعد حدة التوتّر في الفترة الأخيرة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله على طول الحدود جنوب لبنان، ارتفعت احتمالات شنّ إسرائيل عملية عسكرية واسعة.
وزادت التهديدات الإسرائيلية بعد زيارة المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين إلى تل أبيب، أمس الاثنين، إذ أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو استعداد حكومته لتوسيع العملية العسكرية على الجبهة الشمالية بهدف إعادة سكان المستوطنات.
ويبدو أن زيارة هوكشتاين كانت “المحاولة الأخيرة” قبل تبدّل المشهد الميداني شمال إسرائيل، وذلك إما بفرض حلّ دبلوماسي يُعيد سكان الحدود من الطرفين، أو فشل مهمته، وبالتالي تُصبح العملية العسكرية البرَية واقعاً.
وفي السياق، ألمحت مصادر رسمية لبنانية إلى “أن العمل الدبلوماسي القائم هدفه التحضير لمرحلة ما بعد الحرب وليس لوقف التصعيد”.
كما أكدت المصادر “أن أي حلّ للجنوب اللبناني لن يكون إلا عبر القرار 1701 (صادر عن الأمم المتحدة في 2006)، لكن مع متممات لكيفية تطبيقه، أي وضع آلية لمراقبة تنفيذه، وهذا ما يتم العمل عليه الآن”.
إلى ذلك، أوضحت المصادر أن “ترسيم الحدود البرية ليس جديداً ومطروحًا منذ فترة، لكن زيارة هوكشتاين إلى إسرائيل ركّزت على الهدنة ومُقترح وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي طرحه الرئيس الأمريكي جو بايدن”.
من جهته، اعتبر العميد المتقاعد والنائب البناني السابق وهبة قاطيشا “أن الجيش الإسرائيلي إذا قرر تنفيذ عملية برية باتّجاه لبنان، فإن دخوله سيتم على طول الحدود، أي من القطاعات الثلاثة، الشرقي والغربي والأوسط”.
ولفت قاطيشا إلى “أن دخول الجيش الإسرائيلي سيكون بحدود القرى والمناطق المدمّرة كلّياً والخالية من السكان والتي هي بحدود 5 إلى 10 كيلومترات، وذلك بهدف مقايضة مسألة انسحابه من هذه القرى بعودة المستوطنين إلى المستوطنات في الجليل بعد وقف إطلاق الصواريخ والمسيّرات”.
واعتبر قاطيشا “أن هذا السيناريو لا يزال مستبعداً في ظل الضغط الأمريكي على نتنياهو لمنع التصعيد والقبول بمُقترح بايدن” إلا أنه لفت إلى “أن وتيرة الغارات والقصف الإسرائيلي لقرى جنوبية ستتصاعد وستتوسّع بالعمق اللبناني”.
من جهتها، أوضحت مصادر مقرّبة من حزب الله “أن أي عملية عسكرية برّية إسرائيلية لن تكون “نزهة” وستكون كلفتها عالية جداً، والإسرائيلي يعلم أن هناك عوائق كثيرة أمام العملية البرية تبدأ بالداخل الإسرائيلي ولا تنتهي بالميدان الجنوبي”.
كما أكدت المصادر “أن الحزب جاهز لأي سيناريو ويتعامل مع أي احتمال سيّئ”. ولفتت المصادر إلى “أن لا مشكلة لدى الحزب بتنفيذ القرار 1701، لكن الكرة في ملعب إسرائيل التي تواصل خروقاتها للأجواء اللبنانية وتحتلّ تلال كفرشوبا ومزارع شبعا”.
ومنذ تفجر الحرب في قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر الماضي، انخرط حزب الله في مواجهات شبه يومية على الحدود ضد القوات الإسرائيلية.
ما أدى إلى نزوح نحو 150 ألفا من سكان المناطق الحدودية على الجانبين الإسرائيلي واللبناني.
كما أدت المواجهات إلى مقتل أكثر من 650 شخصا في لبنان، أغلبهم من مقاتلي حزب الله المدعوم إيرانيا، مقابل 50 على الجانب الإسرائيلي.