دعا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم الأحد لتجديد الالتزام بتحقيق السلام في الشرق الأوسط وقال إن من الممكن التوصل إلى اتفاق دائم بين الاسرائيليين والفلسطينيين وجميع جيرانهم.
إلا ان فرص استئناف عملية السلام تبدو قاتمة إذ لم يطرح كيري أي تفاصيل محددة بشأن كيفية العودة للمفاوضات وذلك في كلمته أمام مؤتمر إعادة إعمار غزة المنعقد بالقاهرة.
وتعثرت أحدث جولة من محادثات السلام التي ترعاها الولايات المتحدة في أبريل -والتي جرت برئاسة كيري- بسبب رفض اسرائيل لاتفاق المصالحة الفلسطيني الذي شمل حركة المقاومة الاسلامية (حماس) واعتراض الفلسطينيين على استمرار اسرائيل في بناء المستوطنات.
وقال كيري في كلمته أمام مؤتمر القاهرة “يجب ألا يسفر هذا المؤتمر عن الأموال فقط بل عن تجديد التزام الجميع بالعمل من أجل السلام الذي يحقق طموحات الجميع … الاسرائيليين والفلسطينيين وشعوب المنطقة كافة.”
واضاف “أتعهد لكم بالتزام كامل من الرئيس (باراك) أوباما ومني شخصيا ومن الولايات المتحدة بمحاولة تحقيق ذلك.”
وأعلن كيري عن مساعدات اضافية بقيمة 212 مليون دولار للفلسطينيين في قطاع غزة الذي أصيب باضرار بالغة خلال حرب مع اسرائيل اندلعت في شهري يوليو تموز واغسطس آب وقتل فيها 2100 فلسطيني معظمهم مدنيون.
وتشير التقديرات الى انه خلال هذه الحرب التي استمرت سبعة أسابيع دمر 18 ألفا من المنازل والمنشآت الحيوية فيما اشارت تقديرات الفلسطينيين للتكلفة الشاملة لاعادة الاعمار الى نحو اربعة مليارات دولار على مدى ثلاث سنوات.
ورغم ان اسرائيل لا تحضر مؤتمر إعادة إعمار غزة بالقاهرة إلا ان بعض المتحدثين تمسكوا بأن تبذل جهودا أكبر لتغيير الوضع الراهن مع الفلسطينيين الذي قال كثيرون إنه غير قابل للاستمرار.
وتحضر عشرات الدول مؤتمر اعادة اعمار غزة المنعقد حاليا في القاهرة. وتأمل السلطة الفلسطينية ان تؤدي الخطوات التي تتخذها حكومة المصالحة الفلسطينية الجديدة بشأن تولي الاشراف على قطاع غزة الذي تديره حماس الى تبديد مخاوف الحكومات المانحة الغنية بخصوص تقديم اموال لاعادة الاعمار.
ويسعى الفلسطينيون لاقامة دولة تضم الضفة الغربية وقطاع غزة على ان تكون عاصمتها القدس الشرقية. وانسحبت اسرائيل من غزة عام 2005 إلا انها واصلت سياستها الاستيطانية بالضفة الغربية والقدس الشرقية.
إلا ان الرسالة التي وجهها مؤتمر القاهرة كانت في غاية الوضوح : الدول تريد حلا شاملا ودائما ولا تريد ان تواصل اجتماعاتها في مؤتمرات للدول المانحة للمعونة للم الشتات بعد الحرب.
وقال كيري “أي شيء آخر سيكون حلا مؤقتا ليس حلا طويل الأجل…أي شيء آخر سيكون أسير نفاد الصبر وهذا ما وضعنا في الوضع الراهن غير المقبول وغير المستقر.”
واندلعت الحرب الاخيرة في يوليو تموز بعد ان اعلنت اسرائيل اصرارها على وضع حد للهجمات الصاروخية عليها من غزة. وعلى الجانب الاسرائيلي قتل 67 جنديا وستة مدنيين.
وهدد الفلسطينيون بالسعى لنيل العضوية في المحكمة الجنائية الدولية كمنبر لاتهام اسرائيل بارتكاب جرائم حرب.
وقال مسؤول امريكي إن كيري يعتزم لقاء عباس في القاهرة وسيسعى الى إثنائه عن الاقدام على خطوات دبلوماسية “تزعزع الاستقرار بدرجة بالغة.”
المصدر: رويترز