قلب الظهور المفاجئ لفيروس “كورونا” الجديد، نمط حياة الشعب الصيني رأسا على عقب، فخلق”اقتصاد البقاء في المنزل” وشجع التعليم والعمل عن بعد والرعاية الطبية عن طريق الإنترنت.
فتحت طائلة الخوف من تفشي هذا الوباء، تخلت يوي يوي التي تعمل في بكين عن برنامجها للذهاب إلى كوريا الجنوبية لقضاء عطلة عيد الربيع، واختارت العودة إلى مسقط رأسها، وبما أنها خبيرة في التسوق الإلكتروني فقد بدأت تلعب دور المشتري لعائلتها، وتطلب من الشخص الذي يوصل لها طلبياتها بتركها في مكان محدد يمكن رؤيته، من ثم ترتدي سترة الوقاية من الوباء وتخرج لأخذ حاجياتها.
وتسبب هذا الفيروس (كوفيد-19) في تعطيل نسق الحياة بالنسبة للكثير من الناس خلال عيد الربيع كما غير عاداتهم الاستهلاكية اليومية أيضا.
هذه الطريقة في التواصل بين عامل التسليم وبين الشخص الذي يقوم بالطلب واتفاقهما على وضع الحاجيات في مكان معين وإخطار الأول للثاني بكيفية تسلم المنتج صارت تسمى “طريقة الإيصال دون تواصل”.
وفي السادس من هذا الشهر أصدرت وزارة التجارة واللجنة الوطنية للصحة مبادئ توجيهية لمراقبة الخدمات التشغيلية لشركات البيع بالتجزئة والمطاعم خلال فترة انتشار فيروس “كورونا” الجديد، مع اقتراح زيادة خدمة الوجبات الجاهزة عبر الإنترنت ونوافذ بيعها، وتشجيع هذه المنصات على تنفيذ خدمة الإيصال دون تواصل.
كما أطلقت العديد من الشركات الصينية طرقا جديدة للعمل عن بعد مثل “دنغ دنغ”، “الكتاب الطائر”، “مؤتمر تينسنت” وغيرها من برامج المكاتب عن بعد والتي يمكن أن تأخذ في الحسبان الحجر الصحي والعمل في المنزل، وقد لاقت استحسانا كبيرا من قبل العديد من المستخدمين. على سبيل المثال ، يمكن لـ “مؤتمر تنسنت” أن يجمع 300 شخص في مؤتمر فيديو عبر الإنترنت في نفس الوقت، مما يحل المشكلة الملحة للعديد من المؤسسات.
كما استمرت موجة الرعاية الصحية عبر الإنترنت في الارتفاع أيضا، مما ساهم في ازدياد فرص التنمية. في مساء يوم 24 يناير وبعد افتتاح عيادة “علي بابا” للصحة المجانية على الإنترنت، اتصل كل ساعة ما يقرب من 3000 شخص في المتوسط للإستعلام.
وأظهرت تقرير “مراقبة اتجاهات المواهب بعد عشرة أيام من عيد الربيع 2020” الذي أصدرته منصة التوظيف الصينية على الإنترنت BOSS يوم 13 من الشهر الجاري أنه في الوقت الذي تقلص فيه الطلب على المواهب في صناعة السياحة بنسبة 80% تقريبا، فإن صناعة الخدمات اللوجستية والصحة الطبية والتعليم والتدريب آخذة في الإرتفاع.
وقال الخبراء ذو صلة إنه خلال فترة تفشي المرض، وفر “اقتصاد البقاء في المنزل” حماية مهمة للشعب الصيني وعمل على تنمية عادات الاستهلاك الجديدة للناس، والتي ربما تكون قد ولدت عددا من التقنيات والصناعات الجديدة في مجالات الإنترنت والبيانات الضخمة والذكاء الصناعي والتي توفر أشكالا وفرصا جديدة للصناعات الناشئة.
المصدر : وكالات