كشف مسؤول إيراني في قطاع الصحة، عن هجرة أعداد كبيرة من الممرضين وأفراد الطواقم الطبية إلى خارج البلاد، وذلك في ظل معاناة الممرضين من نقص الخدمات الصحية، بالتزامن مع استفحال أزمة تفشي فيروس كورونا.
وقال رئيس هيئة نظام التمريض للعاصمة الإيرانية طهران، آرمين زارعيان ”إننا نشهد ظاهرة هجرة واسعة لآلاف الممرضين وأعضاء الطواقم الطبية إلى دول خارج إيران، حيث تقدّم آلاف الممرضين في طهران بطلب هجرة خارج البلاد“.
وأشار زارعيان، يوم الأحد، في تصريحات صحفية إلى أن وجهة أعضاء الطواقم الطبية من المهاجرين تتركز نحو دول أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا، حتى أن هذه الدول باتت تُسهل شروط هجرة الطواقم الطبية.
وأوضح أن الدول الأوروبية منذ أن تفشى فيها فيروس كورونا، وهي تواجه نقصا في الطواقم الطبية، حتى بدأوا في تسهيل شروط قبول الطواقم الطبية المهاجرة، ومنها إلغاء شرط الحصول على درجات إجادة اللغات الأجنبية.
وحول ظروف الطواقم الطبية والممرضين في إيران، أكد المسؤول الطبي أن الطواقم الطبية وخاصة الممرضين، واجهوا ظروفا قاسية ومنهكة طيلة الأشهر الثمانية الماضية، أي منذ تفشي فيروس كورونا في البلاد.
وتابع قائلا إن ”العديد من الممرضين حُرموا من رؤية أبنائهم وذويهم لأشهر طويلة، حتى أنهم اضطروا لإلغاء مراسم زفافهم؛ لكي يبقوا بجانب المواطنين المرضى بالفيروس“، محذرا السلطات الإيرانية من استمرار تردي أوضاع الممرضين وخطورة هذا الأمر على الوضع الصحي بالبلاد، وفق ما نقل تقرير لموقع ”الف“ الإخباري المحلي.
يُذكر أن المجلس الأعلى للتمريض في إيران، طالب الرئيس حسن روحاني في وقت سابق، بضرورة إعادة نظر السلطات في الأوضاع الصحية والاقتصادية للممرضين، وذلك في ظل مواجهة طواقم التمريض لفيروس كورونا وسط نقص في أدوات الحماية التي تسفر عن إصابة ووفاة العديد من الممرضين بالفيروس.
ويأتي هذا في ظل تقارير محلية تؤكد تعرض الممرضين في إيران لأزمات على المستوى الصحي والاقتصادي تزامنًا مع تفشي كورونا، ومنها تقرير لوكالة العمال الإيرانية، وصف تعامل وزارة الصحة مع ملف رواتب ومكافآت الممرضين لمواجهة كورونا بـ ”العنصري“، وذلك في ظل الفارق الكبير بين الممرضين والأطباء، رغم اصطفاف هذه الطواقم في معركة مواجهة الوباء دون تفرقة.
وكان عدد من الممرضين في إيران قد نظموا وقفات احتجاجية أمام مقر وزارة الصحة بالعاصمة طهران، وذلك تنديدًا بقرار الوزارة بفصل أعداد كبيرة من زملائهم من العمل، وخاصة في محافظتي غيلان ومازندران؛ بعد احتجاجهم على تأخر رواتبهم وعدم تجديد عقودهم.
المصدر: وكالات