شهد سوق التجارة الإلكترونية في دول غرب البلقان الست نموا متسارعا خلال الفترة الماضية نتيجة انتشار فيروس كورونا والإجراءات الاحترازية التي أدت إلى غلق المتاجر للحد من انتشار الفيروس.
وسجلت منصات التجارة الإلكترونية في المنطقة نجاحا في أسواقها المحلية رغم انخفاض عدد السكان والدخل والحواجز أمام التجارة عبر الحدود.
وأشار تقرير صادر عن البنك الدولي، وركز على ألبانيا ومنطقة البلقان بأكملها، إلى الإمكانات الكبيرة للتسوق عبر الإنترنت في منطقة غرب البلقان.
وأكد مسح أجراه البنك الدولي على وسائل التواصل الاجتماعي أن جائحة فيروس كورونا قد سرعت استخدام التسوق عبر الإنترنت، مشيرا إلى أن 62% من المستهدفين أكدوا زيادة تسوقهم عبر الإنترنت أثناء الوباء، 85% منهم أكدوا استمرارهم في التسوق عبر الإنترنت بشكل متكرر حتى بعد القضاء على الوباء.
وأوضح التقرير أن الدفع النقدي عند الاستلام مازال هو الطريقة الأكثر شيوعا للدفع مقابل المنتجات من البائعين المحليين، مشيرا إلى أن تطبيقات الباعة المحليين هي الأكثر استخداما في دول غرب البلقان تليها إجراء أعداد كبيرة من عمليات الشراء من مواقع ومنصات التجارة الإلكترونية الأجنبية، وكذلك من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
وطبقا لإحصائيات مجلس التعاون الإقليمي لدول البلقان خلال عام 2020، بلغ عدد مستخدمي الإنترنت 83% من سكان المنطقة، مضيفا أن مواطني الجبل الأسود تصدروا قائمة المتسوقين الإلكترونيين فيما جاءت ألبانيا في ذيل القائمة.
وأضاف أنه على الرغم من زيادة عدد مستخدمي الإنترنت في عمليات التسوق إلا أنه مازالت هناك مجموعة من العقبات التي تعوق تطور التجارة الإلكترونية في المنطقة، خاصة المخاوف المتعلقة بالمعاملات المصرفية عبر الانترنت ومنها الأمان وإساءة استخدام البيانات الشخصية.
وأظهرت الإحصائيات لعام 2020 زيادة الثقة بين المشاركين في كوسوفو، حيث إن 81% من المستخدمين ليس لديهم مخاوف بشأن استخدام الإنترنت للخدمات المصرفية عبر الإنترنت فيما تقل النسبة كثيرا عند 46 إلى 49% في معظم دول البلقان الأخرى.
وقال مكتب هيئة الإحصاء في مقدونيا الشمالية إن نسبة المتسوقين الإلكترونيين زادت بشكل ملحوظ خلال العام الماضي، موضحا أن 40.1% من الأفراد الذين لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت في مقدونيا الشمالية أجروا طلبات شراء عبر الإنترنت في الأشهر 12 حتى أوائل عام 2020 وهو ضعف عدد الأشخاص في عام 2017.
من جهتها، قالت نينا أنجيلوفسكا، وزيرة المالية السابقة في مقدونيا الشمالية وإحدى مؤسسي أول منصة للصفقات وشركة التجارة الإلكترونية الرائدة في مقدونيا “Grouper.mk” ، إن القيود المفروضة على الحركة والمخاوف من انتشار فيروس كورونا أدت إلى تغيير عادات السكان في مقدونيا الشمالية؛ ما أدى إلى زيادة التسوق ودفع الفواتير عبر الإنترنت.
وأضافت أنجيلوفسكا أن الوباء فتح فرصة حقيقية للتجارة الإلكترونية التي لم يسبق لها مثيل من قبل، مشيرة إلى زيادة حجم التجارة الإلكترونية بنسبة 37% منذ بداية الجائحة وذلك بحسب استطلاع شمل 2800 متسوق إلكتروني.
بدورها، قالت لرينا بوليكي منسقة برنامج التعليم والاتصالات لرابطة خريجي الولايات المتحدة في كوسوفو، إن جائحة كورونا أدت إلى زيادة ثقة المواطنين في المدفوعات الإلكترونية عبر الإنترنت بدلا من الدفع النقدي مقارنة بالسنوات السابقة، وتوقعت أن تشهد حركة التجارة الإلكترونية نموا إيجابيا خلال المرحلة المقبلة.
وأضافت بوليكي أن هناك مشكلتان رئيسيتان لفتح متاجر إلكترونية في كوسوفو وهما حجم السوق الصغير حيث يبلغ عدد السكان حوالي 1.8 مليون نسمة بالإضافة إلى ضعف النظام القضائي، مشيرة إلى أن الشركات أدرجت تحديات أخرى مثل أمان الدفع وانخفاض وعي المستهلك بكيفية التسوق عبر الإنترنت ومشاكل توصيل المنتجات.
وتنشط مواقع التجارة الإلكترونية من غرب البلقان جنبا إلى جنب مع الشركات العالمية العملاقة مثل “علي بابا” و “أمازون”. وستواجه تلك الشركات الآن منافسة من قبل لاعب إقليمي جديد وهي منصة “أناناس” التابعة لشركة دلتا الصربية القابضة، وهي قيد التطوير حاليا.
وتستهدف الشركة في البداية السوق الصربية ليتم التوسع فيما بعد ليشمل أسواق أخرى في يوغوسلافيا السابقة وكذلك ألبانيا.
وفي هذا الصدد، أعلنت شركة دلتا الصربية القابضة، التي تعمل بشكل أساسي في قطاعي العقارات والتجزئة، عن خططها لإنشاء شركة “أمازون غرب البلقان-أناناس” باستثمارات تبلغ 100 مليون يورو خلال السنوات الخمس المقبلة.
ويقول متحدث باسم الشركة إن المنطقة تفتقد منصات وخدمات التجارة الإلكترونية عالية الجودة، وتشهد انتعاشا في سوق البيع بالتجزئة عبر الإنترنت منذ بداية الوباء.
وأشار إلى أن جميع العلامات التجارية العالمية الكبرى بدأت تستثمر في تطوير التجارة عبر الإنترنت، قائلا إن إمكانات سوق التجارة الإلكترونية عبر الإنترنت في هذه المنطقة كبيرة ويجب استغلالها من خلال إنشاء منصة مذهلة من شأنها تغيير تجربة التسوق للمستهلكين في غرب البلقان.
المصدر : أ ش أ