ما زالت النقاط الرئيسية لاتفاق محتمل بشأن الحد من الوقود الأحفوري غير واضحة قبل ستة أيام من نهاية مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ “كوب28” فيما أعلن رئيسه الإماراتي سلطان الجابر ليل الأربعاء-الخميس أنه سيشارك بكثافة في المرحلة الأخيرة من المفاوضات.
فبعد بداية ناجحة، بفضل الاتفاق التاريخي على إنشاء صندوق الخسائر والأضرار الذي سوف تستفيد منه الدول الضعيفة، اختتم الأسبوع الأول من المفاوضات مساء الأربعاء على حالة من الغموض والمراوحة.
فعشية يوم الاستراحة التقليدي بين أسبوعي المؤتمر، كان خيار التخلي التدريجي عن النفط والغاز والفحم مطروحًا على طاولة مسودة الاتفاق، بما يرضي البلدان الجزرية وإفريقيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
لكن هذا الخيار يوازيه احتمال عدم اتخاذ أي قرار بشأنه، وهو ما يعكس خلال هذه المرحلة الموقف المعارض لكل من الصين والدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.
ومساء الأربعاء بدا أن مندوبي 194 دولة وصلوا بعد يومين من المفاوضات الشاقة إلى طريق مسدود من دون تحقيق أي تقدم ملموس بشأن مسودة الاتفاق التي نُشرت الثلاثاء ويجب الانتهاء من صياغتها من الناحية النظرية بحلول الـ 12ديسمبر، لكن لم يبد كذلك أن الأمور تأزمت في أروقة معرض دبي المترامي الأطراف.
ولكن الجابر تحدث في نهاية جلسة عامة اختتمت أعمال الأسبوع الأول من المؤتمر، ليدعو الأطراف إلى إيجاد “أرضية تفاهم” و”التحلي بروحية التوافق والانفتاح نفسها” خلال الأيام الستة المقبلة من أجل التوصل إلى اتفاق “طموح جدًا”. وأضاف “كل الخيارات ووجهات النظر تبقى مطروحة على الطاولة”.
وبينما اعتاد المشاركون على إطالة مؤتمرات الأطراف، أشار رئيس شركة النفط أدنوك إلى أنه يتوقع أن “يختتم المؤتمر على نحو منظم الثلاثاء في 12 من ديسمبر في الساعة 11 صباحًا على أبعد تقدير”حيث تم اختتام مؤتمر الأطراف السابع والعشرين بعد ليلتين من التمديد.
وقال “سأواصل مطالبة الأطراف بتقديم مقترحات تخلق جسوراً حول الوقود الأحفوري والطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، بما يتوافق مع العلم. يجب أن نحصل على نتائج توجه عملنا هذا العقد”، مستعيدًا بذلك هدف الأوروبيين الذين يريدون أن يذكر النص النهائي مواعيد نهائية قصيرة الأجل. ويوصي الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ بأن تخفض بحلول عام 2030 الانبعاثات بنسبة 43 في المائة مقارنة بعام 2019 على أمل الوصول إلى حصر الاحترار بـ [link] درجة مئوية.
ولتحقيق ذلك، قال الجابر إنه سيعرض صباح الجمعة خطة تحركه التي ينتظرها من اتهموه بأنه كان أقل اهتمامًا بدفع المفاوضات قدمًا وأكثر انشغالاً بإعداد التعهدات غير الملزمة للحكومات وقطاعات الطاقة والصناعة والمال منذ افتتاح القمة في 30 من نوفمبر.
وسيتعزز الطابع السياسي للمفاوضات مع وصول الوزراء في نهاية هذا الأسبوع ليتولوا زمام الأمور من المفاوضين الفنيين.
ولكن نجاحها ليس مؤكدًا بعد، فخلال النهار، حمل الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتّحدة الإطارية بشأن تغير المناخ سايمن ستيل بشدّة على الدول المفاوضة في مؤتمر كوب28 بقوله “لدينا على الطاولة نصّ للانطلاق منه، لكنّه مليء بالأمنيات والمواقف”.
وتؤيد غالبية من الدول الاستغناء عن الوقود الأحفوري مع بعض التفاوتات. وهناك خيارات عدة مطروحة، بما في ذلك هدف “الخروج المنظم والعادل من الوقود الأحفوري”. ويؤشر طرح هذه الصيغة إلى إجماع محتمل من شأنه أن يحدد هدفاً عالمياً مع السماح بأهداف زمنية مختلفة استناداً إلى درجة تطور كل بلد ومدى اعتماده على الوقود الأحفوري.
فجنوب أفريقيا، على سبيل المثال، تواجه صعوبة كبيرة في إغلاق محطات الطاقة التي تعمل بالفحم وتعتمد عليها لإنتاج 90 في المائة من الكهرباء علمًا أنها غير كافية وهذا يؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر في المنازل.
وقالت وزيرة جنوب أفريقيا باربرا كريسي المعينة مع نظيرها الدنماركي للعب دور الوساطة بين الوزراء خلال المفاوضات النهائية إن دول العالم لديها مسؤولية “مشتركة، لكن ظروفنا الوطنية مختلفة”، في مواجهة التحدي المتمثل في الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة.
ولكن الوقود الأحفوري ليس العقبة الوحيدة أمام المفاوضين، وستكون المناقشات محتدمة أيضاً بشأن المساعدات المالية للدول الفقيرة، والتكيف مع تغير المناخ، ومراجعة قواعد وضع الخطط الوطنية للحد من الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
المصدر : وكالات