تتكثّف الجهود الدولية لمنع اندلاع صراع شامل بين لبنان وإسرائيل وترتيب الوضع الحدودي بينهما، بعدما بات مرتبطا عضوياً بالحرب الدائرة في غزة.
وفيما تستمر المواجهات بين الجيش الاسرائيلي وحزب الله، تتواصل المساعي الدبلوماسية لتجنيب لبنان أتون الحرب الدائرة في غزة من خلال تنفيذ القرار الدولي ١٧٠١ بما في ذلك تعزيز وجود وموارد الجيش اللبناني في جنوب الليطاني.
وتقود الولايات المتحدة الأمريكية هذا الحراك الدبلوماسي عبر مستشار الرئيس لشؤون الأمن والطاقة آموس هوكشتين الموجود في إسرائيل والذي يسعى لإبرام اتّفاق حول الحدود البرية مع لبنان بعدما نجح في ترسيم الحدود البحرية بين البلدين.
وبحسب معلومات مستقاة من مصادر عدة فإن المقترح الأساسي الذي يطرحه هوكشتين لانهاء النزاع المُسَلح في الجنوب وقدّمه أيضاً وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون خلال زيارته بيروت الأسبوع الماضي، يتضمن وقف إطلاق النار من قبل الطرفين، إسرائيل وحزب الله، وأن يسحب الحزب المظاهر العسكرية، لاسيما الثقيلة في جنوب الليطاني، ووقف نشاط جمعية “اخضر بلا حدود” في المنطقة ، مقابل ضمان اسرائيل عدم القيام بأي خرق بري، بحري او جوي للقرار ١٧٠١.
واعلنت وسائل إعلام إسرائيلية امس أن هوكشتاين “أعطى إشارات إيجابية لإمكانية الوصول لحلّ سياسي لتهدئة جبهة الجنوب اللبناني، فيما أفادت هيئة البث الإسرائيلية عن “مقترح أمريكي يشمل تراجع حزب الله عن الحدود وعودة النازحين”، مؤكدةً وجود “بوادر إيجابية” لتهدئة بين إسرائيل و”حزب الله” بعد وساطة أمريكية.
فيما أوضح مصدر لبناني رسمي “أن لبنان مصرّ على الحلّ الدبلوماسي للجنوب والحدود البرية مع إسرائيل، وينتظر عودة الموفد الأمريكي إلى بيروت قريباً (متوقّع نهاية الاسبوع) وما يحمله من طروحات بعد زيارته تل ابيب”.
وقال المصدر “رغم كل التطمينات التي يحملها الموفدين الدوليين إلا أن القلق من انفلات الأوضاع الأمنية جنوباً لا يزال قائماً، لاسيما في ظل استمرار التهديدات الإسرائيلية”.
رغم أنه أوضح “أن الأوضاع جنوباً لا تزال ضمن (قواعد الاشتباك) المقبولة”.
إلى ذلك، أكد “أن حزب الله لا يُعارض المفاوضات لحلّ الأزمة في الجنوب اللبناني”.
وتتركّز المشاورات الدبلوماسية على تعزيز قدرات الجيش اللبناني ليطلّع بدوره كاملاً في تطبيق القرار ١٧٠١، لاسيما في منطقة جنوب الليطاني.
فبحسب المعلومات، ينتشر في جنوب الليطاني لوائين وفوج واحد للجيش اللبناني، وفي حال طُلب منه تعزيز وجوده هناك، فإن ذلك يستدعي مضاعفة عدد الجنود ليُصبح ٤ ألوية وفوجين (قرابة ١٢ الف جندي).
ما يعني إما فتح باب التطوع أي صرف اعتمادات جديدة في وقت يعاني لبنان ازمة اقتصادية خانقة، أو سحب ألوية وأفواج من مناطق لبنانية أخرى.
وفي الاطار، أشار المصدر الرسمي إلى “أن ترتيبات جنوب الليطاني تتضمّن تعزيز انتشار الجيش عتاداً وعديداً، قائلاً ” نعمل على تأمين الدعم اللازم للمؤسسة العسكرية من المجتمع الدولي والأمم المتحدة”
ومنذ تفجر الحرب في غزة، لم تهدأ المواجهات في الجنوب اللبناني، فيما نزح نحو 100 ألف لبناني من القرى الحدودية.
فيما أسفرت المواجهات بين حزب الله والقوات الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 130 شخصاً، بينهم نحو 100 مقاتل من الحزب المدعوم إيرانياً.