مرة أخرى يثبت الكلب السّمة التي يقترن بها ألا وهي الوفاء، بغض النظر إن كان هذا الوفاء لصاحبه من بني البشر أم من أبناء صنفه
يصعب على أي إنسان شاهد هذا التسجيل ألا يتعاطف مع الكلب الذي فقد صديقه بعد أن دهسته سيارة.
فقد ارتسمت علامات حزن شديد على وجه الكلب المخلص، الذي بقي جالسًا إلى جوار صديقه في وسط الشارع بينما كان صديقه جثة هامدة، ربما أملًا بحصول معجزة تعيد الروح إلى الجسد الممدد.. لكن المعجزة لم تحصل.
لم يفارق الكلب صديقه حتى بعد ما حمله شخص بعيداً عن الشارع، بل كان الكلب الحزين يجري خلف صديقه وكأنما مودّعا، أو يطلب منه الصفح، أو ربما لكلا الأمرين في آن واحد.
دفن الكلب في الأرض إلا أن الصديق المخلص لا يزال يجلس قربه، ومازالت مظاهر الأسى تعلو وجهه، الذي اكتسب ملامح وتعابير شبيهة بملامح عينيه اللتين امتلأتا حزنا، ما جعله يبدو أقرب إلى كائن عاقل يعي ما يدور، ويفهم جيدا أن اللحظات الأخيرة التي جمعته بصديقه كانت الأخيرة بمعنى الكلمة، وأنه لن يراه بعد اليوم .. أبدا.
المصدر: وكالات