يشير أحدث استطلاعات الرأي إلى تقدم المرشحة المحتملة عن الحزب الديمقراطي للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون على المرشح المحتمل للحزب الجمهوري دونالد ترامب، إلا أن فشل استطلاعات الرأي مؤخرا في توقع نتائج انتخابات واستفتاءات يلقي بظلال من الشك حول كل تلك التوقعات.
ورغم أن الاستطلاع الأخير أجرته صحيفة واشنطن بوست مع شبكة إيه بي سي التلفزيونية، إلا أن ذلك قد لا يضفي مصداقية كبيرة بعد تكرار فشل الاستطلاعات في توقع النتائج الفعلية.
وأكبر مثال حديث هو ما حدث في الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين في ولاية ميتشغان في مارس الماضي، حين أجمعت كل استطلاعات الرأي على احتمال فوز كلينتون على منافسها بيرني ساندرز ليكتسح ساندرز تمهيديات الولاية بفارق كبير.
وما زال الجدل دائرا في بريطانيا حول فشل استطلاعات الرأي في توقع نتيجة الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي، إذ كانت كل الاستطلاعات حتى اليوم السابق على يوم الاستفتاء تتوقع تقدما واضحا لمعسكر البقاء في الاتحاد الأوروبي على معسكر الخروج، لتأتي النتيجة عكس كل نتائج استطلاعات الرأي.
وجاء ذلك، بينما هناك لجنة تقصي حقائق بريطانية ما زالت تنظر في صناعة “استطلاعات الرأي” ومدى مصداقيتها والوسائل التي تعتمدها. وتشكلت تلك اللجنة بعد فشل كل استطلاعات الرأي في توقع الفوز الكاسح لحزب المحافظين في الانتخابات العامة في بريطانيا العام الماضي.
ومع تكرار فشل استطلاعات الرأي في توقع نتائج انتخابات أو استفتاءات أو حتى قرارات جمعيات عمومية، تواجه صناعة “المستطلعين” ضغوطا متزايدة.
وتبرر كبرى الشركات في ذلك القطاع عدم دقة توقعاتها بعوامل خارجة عن إرادتها، إلا أن الوسائل الحديثة التي بدأت الشركات تلجأ إليها لتقليل التكاليف وتعظيم الأرباح لها دور في ذلك الفشل ـ كما يقول كثير من خبراء قياس الرأي العام.
فالاستطلاعات الالكترونية، عبر البريد الإلكتروني أو غيره من وسائط الانترنت، ليس دقيقة إطلاقا بل يمكن أن تكون غير ممثلة للرأي العام إلى حد “الكذب” كما يقول بعض المعلقين.حتى الاستطلاعات عبر الهاتف لا تعتبر بدقة الوسائل التقليدية في القياس، وإن تضمنت عددا أكبر ممن تستطلع آراؤهم.
فالعدد وحده لا يقلل من هامش الخطأ، بل على العكس ربما يزيده إذا لم يكن ممثلا لكافة الشرائح المستهدفة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وجغرافيا.
وبالتالي لا يمكن الأخذ بالاستطلاع الأخير على أنه يدعم احتمال فوز كلينتون برئاسة أميركا، بل ربما يكون العكس صحيحا ويكتسح ترامب الطريق إلى البيت الأبيض.
المصدر: وكالات