أكد الدكتور مدحت عبد الحميد، أستاذ ورئيس قسم علم النفس بجامعة الإسكندرية، أن اضطراب تشوه الجسد كان يعرف مسبقًا باسم رهاب خلل البنية، وصنف ضمن اضطراب الوسواس القهرى، ويعانى فيه الفرد من انشغال مستمر بعيب واحد أو أكثر من العيوب الجسدية المتصورة، والتى لا يمكن ملاحظتها أو يلاحظها عدد طفيف من الناس، وخلال مرحلة معينة من الاضطراب يقوم الفرد ببعض السلوكيات المتكررة، مثل: كثرة النظر للمرآة وفرط الحلاقة وحك الجلد، كما أنه يسعى نحو الشعور بالطمأنينة عبر بعض الأفعال القهرية الأخرى كمقارنة مظهره بغيره من الأفراد.
وقد يهتم بالأنف، من حيث الشكل والحجم، ومع ذلك ربما يهتم بمناطق جسدية أخرى منها، الأسنان، والعينين، والثديين، والساقين، والشفتين، والحاجبين، والمعدة، وحجم وشكل الوجه، ووزن الجسم، بالإضافة إلى الأعضاء التناسلية.
وأوضح عبد الحميد أنه من أكثر السلوكيات الشائعة مقارنة الشخص لنفسه بغيره فى منطقة أو أكثر من أجزاء الجسم، وكثيرًا ما يدقق النظر فى المرآة ليرى العيوب بشكل مباشر، ويكثر من تصفيف شعره والحلاقة ونزع الشعر أو التمويه عن طريق المكياج ولبس القبعات والملابس الثقيلة والشعر المستعار لإخفاء المناطق الجسدية التى يعتقد أن بها نقص أو عيب. ويحدث الاضطراب بمتوسط يتراوح فيما بين 3 : 8مرات فى اليوم الواحد، ويكثر فى الفئة العمرية ما بين 12 : 13 عامًا، ويحدث لدى ثلثى الأفراد قبل عمر 18 عامًا وعادة ما يكون مزمنًا.
وعند تشخيص الاضطراب يجب أن يحدد ما إذا كان مصحوبًا بشذوذ البنية العضلية أم لا والذى يكثر حدوثه لدى الذكور مقارنة بالإناث، حيث ينشغل الفرد بفكرة بناء جسده، وأن جسده صغير للغاية ويقدم على تعاطى المنشطات للحصول على شكل جسدى وعضلى محدد، وكذلك ينبغى أن يحدد ما إذا كان الفرد مستبصرًا بحالته أم لا ومدى تمسكه بصحة معتقداته حول جسده.
ويعانى هؤلاء الأفراد من مستويات مرتفعة من القلق، والقلق الاجتماعى والتجنب والمزاج الاكتئابى، والسعى نحو الكمال وتدنى تقدير الذات والخجل والتركيز الشديد على المظهر، وقد يقدمون على الانتحار.
المصدر: الوكالات