تثير السلالة المتحورة من فيروس كورونا “دلتا” التي رُصدت للمرة الأولى في الهند قبل شهرين وباتت منتشرة في 85 دولة على الأقل، قلقاً عالمياً من موجات جديدة للوباء الذي أودى بحياة 4 ملايين شخص حتى الآن.
وفي مسعى لاحتواء موجة إصابات جديدة ناجمة عن المتحورة السريعة العدوى، فرضت دول عدة تدابير جديدة، مثل أستراليا وبنجلادش وتايلاند والبرتغال وجنوب إفريقيا وفرنسا.
في أستراليا، وبعدما صدرت أوامر بإغلاق 4 أحياء وسط مدينة سيدني الجمعة، قررت السلطات توسيع رقعة الإغلاق ليشمل كبرى المدن الأسترالية لمدة أسبوعين ابتداء من السبت.
وتأكدت إصابة أكثر من 110 أشخاص بالفيروس هذا الأسبوع في البلد الذي سيطر على تفشي الوباء بشكل جيد نسبياً حتى الآن، إذ سجل 910 وفيات فقط في أوساط سكانه البالغ عددهم 25 مليوناً.
لكن الحكومة تواجه انتقادات حالياً على خلفية بطء حملة التطعيم، حيث تم إعطاء قرابة 7.2 مليون جرعة فقط من اللقاحات، فيما لم تحصل إلا نسبة ضئيلة من هؤلاء على الجرعتين.
وعلى إثر ذلك أعلنت نيوزيلندا، السبت، تعليق “الفقاعة الجوية” التي تسمح بالسفر جواً بلا حجر مع أستراليا، لمدة 3 أيام، من أجل منح المسؤولين وقتاً للنظر في التدابير و”جعلها أكثر أماناً، مثل فحوص قبل مغادرة الرحلات الجوية” بين البلدين المتجاورين، وفق ما قال الوزير المكلف مكافحة كورونا في نيوزيلندا، كريس هيبكينز.
في ظل الزيادة “الخطيرة والمقلقة” في انتقال العدوى بالمتحورة “دلتا”، ستفرض بنجلاديش إغلاقاً جديداً مشدداً اعتباراً من الاثنين.
وأعلنت تايلاند أيضاً قيوداً جديدة يبدأ تطبيقها اعتباراً من الاثنين لمدة شهر في بانكوك وضواحيها لمواجهة موجة إصابات جديدة، تشمل إغلاق المطاعم ومواقع البناء.
وفي البرتغال التي كانت أول دولة في الاتحاد الأوروبي تعلن انتشار المتحورة في أوساط سكانها، تمثل الإصابات بـ”دلتا” أكثر من 51% من الحالات الجديدة، وأكثر من 70 % من تلك المسجلة في منطقة لشبونة. وقررت السلطات تشديد القيود في المناطق الأكثر تضرراً مثل العاصمة، حيث تم خفض ساعات العمل والقدرة الاستيعابية للمطاعم والمتاجر.
في جنوب إفريقيا، تعدّ المتحورة “دلتا” أيضاً وراء ارتفاع عدد الإصابات، وتم تسجيل 18.762 إصابة جديدة السبت، وهو أعلى عدد منذ يناير، في وقت تخطط الحكومة لاتخاذ إجراءات إضافية. وحذّر أحد أبرز خبراء الفيروسات هناك، توليو دي أوليفييرا، من أن البلاد تدخل “مرحلة وبائية متسارعة”.
وفي فرنسا، يُنسب إلى “دلتا” حالياً ما بين 9 و10% من إصابات كورونا. وتوفي مريضان أصيبا بالمتحورة جنوب غربي البلاد، فيما أعلنت الحكومة “خطة تحرك فورية.. لتجنب عودة انتشار الوباء”.
أما روسيا المتضررة بشدة جرّاء “دلتا”، فأعلنت حصيلة يومية قياسية للوفيات بسبب كورونا، الأحد، بلغت 144 وفاة خلال 24 ساعة؛ كما أعلنت 20 ألفاً و538 إصابة جديدة الأحد، بعد يوم من تسجيلها حصيلة قياسية للإصابات منذ يناير. وارتفع معدل انتقال العدوى بنسبة 25% الأسبوع الحالي مقارنة بالأسبوع السابق، فيما ارتفعت حصيلة الوفيات المسجلة رسمياً بنسبة 33%.
في المقابل، تمضي دول أوروبية عدة قدماً في تخفيف القيود، مثل إسبانيا، حيث لم يعد وضع الكمامات إلزامياً في الأماكن الخارجية منذ السبت. ورغم ذلك، فضّل الجزء الأكبر من سكان مدريد وضعها.
كما قررت سويسرا إلغاء جزء كبير من القيود منذ السبت، بما في ذلك وضع الكمامات في الأماكن الخارجية. وفي إيطاليا أيضاً، سيكون بإمكان السكان التخلي عن الكمامات في الخارج، اعتباراً من الاثنين.
أما في المملكة المتحدة، فبدا الوضع مغايراً حيث تظاهر الآلاف السبت وسط لندن للتنديد بقيود كورونا، بعد تأجيل رفع ما تبقى منها حتى يوليو، جرّاء ارتفاع عدد الإصابات بالمتحورة “دلتا”.
المصدر: وكالات