قال جمال عبد الستار القيادي بجماعة الإخوان المسلمين في مصر، والمقيم حاليا في قطر، إن ثمة ضغوط إقليمية وراء إبعاد عدد من قيادات الجماعة عن قطر.
وقال عبد الستار، اليوم السبت “نحن نتفهم الضغوط الإقليمية الموجودة والتي أدت لهذا.. ولكننا في الوقت نفسه نؤكد احترامنا لجهد الدولة القطرية وتعاونها الكامل معنا، انتصارا لإرادة الشعوب وثوراتها.. ونؤكد أيضا أنه لا توجد لدينا مشكلة مع هذا الأمر”.
كانت تقارير إعلامية قد نقلت، صباح اليوم، عن مصادر داخل جماعة الإخوان المسلمين في مصر، قولهم، إن قطر طلبت من سبع قيادات بالجماعة والشخصيات المقربة منها مغادرة البلاد، على خلفية ضغوط متزايدة تتعرض لها الدولة الخليجية، لوقف دعم الإسلاميين.
والقياديون السبعة هم محمود حسين، عمرو دراج، حمزة زوبع، وجدي غنيم، جمال عبد الستار، عصام تليمة، وأشرف بدر الدين.
ولم يصدر أي تعليق رسمي من القاهرة أوالدوحة، حتى عصر اليوم السبت، على هذا الأمر.
وقد كشف عبد الستار، والذي كان يشغل في السابق منصب وكيل وزارة الأوقاف المصرية، عن أنه قد تم إبلاغ القيادات بطلب الإبعاد عن طريق المسئولين القطريين عصر أمس الجمعة، مشددا علي أن الأمر قد جاء في “إطار تفاهمي جدا، وليس بصيغة الطرد أو الترحيل القسري”.
ولفت إلي أن السطات القطرية والمسئولين بها لم يحددوا وقتا معينا لرحيل تلك القيادات الإخوانية، ولم يمهلوها أسبوعا واحدا لمغادرة البلاد، كما تردد، وإنما ترك لكل فرد منهم حرية الوقت الكافي لترتيب أوضاعه قبل المغادرة .
وفي رده علي سؤال حول الأسباب التي أدت إلى اختيار تلك الشخصيات السبعة، دون غيرهم من المصريين من أعضاء وقيادات جماعة الإخوان المسلمين، وغيرها من الجماعات الإسلامية المتحالفة معها المقيمين أيضًا بقطر، قال عبد الستار: “هذا ما حدث .. ويُسأل في هذا من اتخذ القرار.. ولكن لم يصدر من أحد ممن شملهم القرار أي شيء يتعلق بالمساس بالدولة القطرية.. بالعكس كنا ولا نزال نكن لها كل الاحترام”.
واستبعد عبد الستار صدور قرارات أخري بإبعاد المزيد من المصريين من أعضاء وقيادات جماعة الإخوان من الأراضي القطرية، قائلا: “لا أتوقع صدور مثل هذا القرار، ولن يكون بإذن الله”.
وتابع: “نحن نتفهم الضغوط والتفاهمات الإقليمية التي أدت لهذا الإبعاد.. ولا حرج في هذا، ولا توجد لدينا مشكلة مع هذا.. نحن لدينا قضية وهي مواجهة الأوضاع الراهنة في مصر، وسنستمر في قضيتنا من أي مكان وأرض نكون عليها، وسنظل صامدين، ولن نسكت أو نتوقف لأخر نفس بنا”.
وأوضح عبد الستار، أنه لم يستقر بعد على الدولة التي سيلجأ إليها عقب خروجه من قطر.
وفي سياق متصل، أكد الداعية عصام تليمة ، أنه سيغادر قطر في القريب العاجل، ولكن ليس لكونه مطرودا، أو صدر بحقه قرار بالإبعاد، كما تردد، ولكن قراره بالخروج من قطر يأتي في إطار رغبته في استكمال دراسته العليا.
وقال تليمة: “حديث الإبعاد لا يخصني، فلم يطلب مني أحد المغادرة، ولم يبعدني أحد، أنا سوف أخرج لاستكمال رسالة الدكتوارة الخاصة بي في دولة النرويج، وسأمكث هناك لمدة تتراوح ما بين ستة أشهر وعامين، طبقا لما تحتاجه الدراسة من وقت”.
ومن جانبه، أعرب أمين شباب حزب الحرية والعدالة علي خفاجي، عن عدم خشيته من احتمالية صدور قرارات مماثلة قد تشمله وغيره من أعضاء وقيادات جماعة الإخوان بالإبعاد من قطر، مشددًا على إن الإبعاد أمر يعود للدولة القطرية فقط، ولا دخل لأحد فيه.
وقال خفاجي ، “نحن لا نعرف ما إذا كانت هناك قرارات أخري ستتخذ، وتشمل إبعاد البعض منا هنا بقطر إلي خارجها من عدمه.. ولكننا لسنا خائفين، فتلك أمور قدرية، ولا أحد يعلم مصيره”.
وتابع “الدولة القطرية أحسنت ضيافة الجميع، وكل واحد ممن تقرر إبعادهم كتب معترفًا بذلك، ووجه شكره للدولة القطرية وقياداتها على حسن ضيافتها”.
وتأتي تلك المستجدات بعد أقل من أسبوعين من حل أزمة دبلوماسية بين قطر والسعودية والإمارات والبحرين.
المصدر : د ب أ