لقد سجل التاريخ أن مصر كانت أول دولة شقت قناة صناعية عبر أراضيها لتربط البحر المتوسط بالبحر الأحمرعن طريق النيل وفروعه منذ عهد الفراعنة على يد الملك سنوسرت الثالث عام 1874 ق.م وتجدد الحلم بعد الفتح الاسلامي من خلال قناة أمير المؤمنين عام 640 م ..وتوالت الأفكار حتى العصر الحديث مع قدوم الحملة الفرنسية على مصر عام 1798 إلا أن الفكرة باءت بالفشل ..
في عام 1854 نجح المهندس الفرنسى فرديناند دي ليسبس في حشد إهتمام الخديوي سعيد بالمشروع و بدماء وعرق ما يقرب من مليون عامل مصري في عشر سنوات شاقة ومؤلمة افتتحت القناة للملاحة العالمية فى عهد الخديو اسماعيل يوم 17 نوفمبر 1869 في حفل أسطوري مهيب .
وفي عام 1875 وبسبب الديون الخارجية، قامت الحكومة البريطانية بشراء أسهم المستثمرين المصريين حتى قرر الرئيس جمال عبد الناصر فى 26 يوليو 1956 أن تعود قناة السويس خالصة للمصريين وبإدارة مصرية مما أثار غضب الدول الكبرى التى شنت العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 مما أدى إلى إغلاق القناة الذي تكرر مرة أخرى عقب عدوان يونيو 1967 حتى تم إعادة فتحها للملاحة فى 5 يونيو 1975.
بموقع استراتيجي فريد ومواصفات متميزة غيرت قناة السويس خريطة العالم الاقتصادية حيث يمر عبرها ما بين 8 _ 12 % من حجم التجارة العالمية وأصبحت أهم مجرى مائي في العالم ومصدرا أساسيا للدخل القومي وقاطرة للاقتصاد القومي والتنمية في مصر ..
وبقناة مصرية جديدة موازية لقناة السويس بطول إجمالي 72 كيلو مترًا تسمح بمرور السفن في الاتجاهين، وتزيد القدرة الاستيعابية للسفن المارة وتقلل زمن رحلة العبور سترتفع القدرات التنافسية لقناة السويس إلى آفاق جديدة وتتحول مصر إلى مركز تجارى ولوجيستى عالمى يضخ دماء جديدة في الاقتصاد القومي ومزيد من العملة الصعبة وبمجموعة من المشاريع العمرانية والاستثمارية الجديدة العملاقة المصاحبة للمشروع ستتوفر فرص عمل هائلة للشباب .
ملحمة مصرية وأرقام قياسية في البناء تحت اشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة استطاعت أن تتحدي المستحيل رغم حروب الشك ومحاولة إخماد الحلم من أبواق مسمومة لتصبح قناة السويس الجديدة في عام واحد فقط واقع حي وميلاد جديد …