اختتمت قمة منتدى الهند – افريقيا أعمالها مساء اليوم بنيودلهي بمشاركة أكثر من 45 رئيس دولة ورؤساء الوفود من 54 دولة افريقية بالاضافة الى الهند الدولة المضيفة للقمة في دورتها الثالثة.
وصدر عن القمة في ختام أعمالها وثيقة إعلان دلهي ، حيث أكد فيه قادة دول قمة منتدى الهند – افريقيا على أن الاعلانيين الصادرين عن قمتي نيودلهي 2008 ، وأديس أبابا 2011 ، يعتبران قاعدة راسخة لتوطيد الشراكة الاستراتيجية بين دول المنتدى.
وطالب قادة دول قمة منتدى الهند – افريقيا ، بضرورة القيام بعمل جماعي عاجل لوضع هيكل للحوكمة العالمية يكون أكثر ديمقراطية مما يساعد على ترسيخ أطر أمنية وإنماية دولية تكون أكثر انصافا وعدلا، مشيرين الى أنه على الرغم من الهنود والافارقة يشكلون ثلث سكان العالم ، إلا أنهم لايزالون مستبعدين من التمثيل المناسب في مؤسسات الحكم العالمي التي تم تأسيسها لعصر ولى منذ عهد بعيد ، وتنعقد القمة الحالية لمنتدى الهند – افريقيا في الذكرى السنوية الـ 70ش لتأسيس الامم المتحدة ، بل وللمرة الأولى أيضا منذ مرور 50 عاما على تأسيس منظمة الوحدة الافريقية ( الاتحاد الافريقي) باعتبارها رمزا للوحدة الافريقية والنهضة الافريقية واعتماد الاعلان الهام للذكرى الخمسين وبعد مدة قصيرة من الاعتماد لجدول أعمال الاتحاد الافريقي 2063 ،والتي حلت العام الماضي .
وأشار اعلان دلهي الى أن عام 2015 كان عاما متميزا بالنسبة لافريقيا والهند تم خلاله تحديد مجموعة من الاهداف الانمائية المستدامة كجزء من جدول أعمال 2030 الاوسع للتنمية المستدامة والذي اعتمدته الجمعية العامة للامم المتحدة مؤخرا ، مع التركيز بشكل خاص على مفهوم التمويل للتنمية ، كما إن المجتمع الدولي سيجتمع في باريس في نوفمبر المقبل من أجل ابرام اتفاق طموح لمكافحة تغير المناخ ، ثم يتبعه مباشرة الاجتماع الوزاري الـ 10 لمنظمة التجارة العالمية في نيروبي .
وأعرب رؤساء دول وحكومات قمة منتدى الهند – افريقيا في ” إعلان دلهي” عن أملهم في إنهاء صياغة اتفاق طموح وشامل معني بتغير المناخ في مفاوضات تغير المناخ العالمي المقبلة ، وذلك على أساس مبادىء المساواة والمسئولية المشتركة ولكن المتباينة ، إن التحدى المتمثل في ظاهرة الاحتباس الحراري لايمكن معالجته بشكل ناجع الا من خلال الحلول التكنولوجية والموارد المالية المطلوبة لادارة المرحلة الانتقالية ، وان البلدان النامية التي سعت الى اتخاذ اجراءات طموحة من تلقاء نفسها بحاجة الى المساعدة للتخفيف من ظاهرة تغير المناخ للتكيف والمواءمة مع آثارها.
وأكد ” اعلان دلهي” ، على الاهتمامات والاولويات المعينة للبلدان الافريقية فيما يتعلق بالاحتياجات الاقتصادية والانمائية والحماية من نقاط الضعف ، وهي أمور تتطلب عملا جماعيا من قبل المجتمع الدولي ، وإن الاهداف الانمائية المستدامة تدعم وتعزز من التزامنا بالاهداف الانمائية للالفية ومن تركيزنا على النمو الاقتصادي والتصنيع والبنية التحتية وفرص العمل باعتبارها العوامل الدافعة الاساسية للتنمية المستدامة والتي تنطوي على مجموعة طموحة من وسائل التنفيذ لمساعدة البلدان النامية ، وهي حزمة يجري استكمالها من خلال برنامج عمل أديس ابابا .
وأشار الاعلان الى أن الحاجة الى وجود بيئة اقتصادية دولية داعمة والى تدفقات استثمارية معززة ، والى نظام تجاري متعدد الاطراف داعم والى اطار تعاون تكنولوجي معدل ، أصبحت الآن أكثر الحاحا من أي وقت مضي لتعزيز واستدامة النمو الاقتصادي والقضاء على الفقر وتعزيز التنمية المستدامة وهذا يتطلب اصلاح النظام المالي الدولي ليكون اكثر ديمقراطية واستجابة لاحتياجات البلدان النامية .
وجدد الاعلان التزام دول المنتدى بتعزيز العلاقات بين الهند وافريقيا في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية على اساس مبادىء التبادل والتكامل وعلى المعنى الحقيقي للتضامن ، فضلا عن تعزيز تفاعلات الشعوب بالشعوب.
وشدد البيان الختامي ، على أهمية التعاون لتوفير فرص التعليم الجيد من خلال توفير المنح الدراسية للطلاب واتاحة فرص التعليم عن بعد باستخدام تقنيات الاتصال الحديثة ، وتنمية المهارات لتمكين العمال وتطوير مختلف القطاعات الاقتصادية من خلال البرامج المكثفة للتدريب وبناء القدرات وانشاء مراكز التدريب .
وأكد اعلان دلهي على التزام دول المنتدى بتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة أكثر وأكثر ، حيث حدد الاتحاد الافريقي عام 2015 كعام تمكين وتنمية للمرأة من أجل القضاء على الفقر وحماية وتعزيز حقوق الانسان وبناء مجتمعات أقل عنفا وأكثر استدامة بيئيا .
وشدد على احترام وسيادة ووحدة أراضي الدول فضلا عن عدم التدخل في شئونها الداخلية ، مؤكدين على حصانة رؤساء الدول وفقا للقانون الدولي ، وطالبوا مجلس الامن التابع للامم المتحدة أن يأخذ بعين الاعتبار قرارات الاتحاد الافريقي في هذا الصدد.
وأكد قادة دول قمة منتدى الهند -افريقيا ، التزامهم القوي باجراء اصلاح شامل لمنظومة الامم المتحدة بما في ذلك مجلس الامن التابع لها لجعله أكثر تمثيلا وديمقراطية ومساءلة وفعالية.
وشدد ” إعلان دلهي” على أن شراكة التنمية طويلة الامد والمتعددة الاوجه ما بين أفريقيا والهند والقائمة على اساس من المساواة والصداقة والتضامن، تمثل التعاون ما بين بلدان الجنوب في جميع أبعاده والتي تشمل تنمية الموارد البشرية من خلال المنح الدراسية والتدريب وبناء القدرات والمساعدة المالية من خلال المنح والقروض الميسرة لتنفيذ مختلف مشاريع الاحتياجات العامة .
وأكد قادة منتدى الهند – افريقيا ، أن الارهاب والتطرف العنيف قد برزا كتهديدين أساسيين لدول المنتدى ومجتمعاتها ونقوم بادانتهما بجميع اشكالهما ومظاهرهما ، وقد اكتسب خطر الجماعات غير الحكومية بما فيها الجماعات المسلحة بعدا جديدا لانها توسعت جغرافيا وتحصلت على موارد وادوات جديدة لنشر الفكر المتطرف ولاستقطاب وتجنيد المزيد ، لذا يتوجب علينا التصدي لهذا التحدي من خلال استراتيجية وتعاون عالميين .
كما أكد القادة ، التزامهم القوي بمكافحة المخدرات والاتجار بالبشر وغيرها من أشكال الجرائم المنظمة العابرة للحدود مثل احتجاز الرهائن والقرصنة والانتشار غير المشروع للاسلحة الصغيرة والخفيفة .
وجاء في اعلان دلهي، أن دور مشروع أفضلية التعريفة الجمركية للاسواق الحرة الذي تقدمه الهند سوف يلعب دورا هاما في زيادة التجارة بين أفريقيا والهند ، ونؤكد على ضرورة خلق بيئة مواتية لتوسيع نطاق المشروع ليشمل جميع البلدان الافريقية.
وشدد اعلان دلهي على ضرورة التعاون المشترك في مجالات الزراعة والامن الغذائي ودعم تنفيذ برامج التنمية الزراعية الشاملة في افريقيا ( نيباد) لزيادة الانتاجية والحفاظ على الارض والبيئة ، فضلا عن ضمان الأمن الغذائي ، وتحسين تقنيات الزراعة من خلال التكنولوجيا المناسبة ذات الاسعار المعقولة والاستخدام المناسب للري وتحسين اصناف المحاصيل ، وتشجيع الاستثمار في الاعمال التجارية الزراعية والصناعات الغذائية لخلق فرص عمل وعائدات أكبر.
وطالب اعلان دلهي ، بأهمية تكثيف التعاون المستمر بين دول المنتدى في تطوير توليد الطاقة المتجددة ، بما في ذلك الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والجيو حرارية والطاقة المائية والكتلة الحيوية جنبا الى جنب مع بناء أنظمة نقل الطاقة الكهربائية .
وأكد اعلان دلهي على ضرورة مواصلة العمل في مجالات السلام والامن بما في ذلك منع الصراعات وحلها اداريا وبناء السلام من خلال تبادل الخبرات والبرامج التدريبية وتعزيز الاليات والقدرات الاقليمية والقارية للانذار المبكر وتعزيز دور المرأة في حفظ السلام ونشر ثقافة السلام ، وتعزيز المشاركة في جهود حفظ السلام وبناء السلام بما في ذلك دعم القوات الاحتياطية الافريقية .
وتناول اعلان دلهي الوضع في الاراضي الفلسطينية المحتلة ، حيث أكد القادة دعمهم للحل الذي تم التوصل اليه عن طريق التفاوض والمؤدي الى إنشاء دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة ، تعيش جنبا الى جنب مع اسرائيل كما تم اعتمادها في خارطة الطريق الرباعية وقرارات الامم المتحدة والاتحاد الافريقي ذات الصلة وطبقا لاحكام القانون الدولي من أجل اقامة السلام العادل والشامل والدائم في الشرق الاوسط.
وشدد البيان الختامي المتضمن لاعلان دلهي على ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق لوضع اللمسات الاخيرة على اتفاق طموح وشامل لتغير المناخ وذلك من خلال مفاوضات تغير المناخ (سي أو بي 21 ) المقبلة في باريس .
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)