تستضيف مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، قمة مجموعة العشرين التي تعقد يومي 18 و19 نوفمبر الجاري، بمشاركة مصرية بدعوة من الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، الذي تتولى بلاده الرئاسة الحالية للمجموعة خلفا للهند.
وأشار الرئيس البرازيلي إلى أنه يضع رئاسته الحالية للمجموعة تحت شعار “محاربة الجوع والفقر وانعدام المساواة” ويسبق هذه القمة، قمة أخرى هي قمة مجموعة “أبيك” للتعاون الاقتصادي بين دول آسيا والمحيط الهادي التي تعقد في ليما عاصمة بيرو.
وتناقش قمة العشرين سبل تحسين أداء المؤسسات الدولية متعددة الأطراف وعدد من القضايا الجيوسياسية ومنها الوضع في منطقة الشرق الأوسط والحرب في أوكرانيا والقضايا المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، والقضاء على الجوع وتحقيق الأمن الغذائي وتحقيق التنمية المستدامة والأمن ومواجهة التغيرات المناخية وزيادة حجم التجارة والاستثمار والتعاون بين الدول الأعضاء.
وتأتي هذه القمة في الوقت الذي تنوي فيه إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب زيادة الرسوم الجمركية بصورة قد تلقي بظلالها على تدفقات التجارة العالمية.
وخلال افتتاح قمة العشرين في البرازيل، سيتم إطلاق التحالف العالمي لمحاربة الجوع والفقر؛ وهي مبادرة برازيلية تهدف الى حشد جهود الدول والمنظمات الدولية من اجل الإسراع في جهود القضاء على الجوع والفقر بحلول عام 2030.
ويشارك في قمة مجموعة العشرين عدد من قادة العالم ومن بينهم الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الكندي جوستين ترودو وقادة آخرين.
وتلعب مجموعة العشرين دورا رئيسا في التنسيق الاقتصادي العالمي، وعلى مدى العديد من القمم الاقتصادية العالمية التي تعقد سنويا، تجتمع القوى الرئيسة في العالم لتعزيز الاستقرار المالي ومواجهة التحديات الاقتصادية العالمية.
وترجع نشأة مجموعة العشرين إلى عام 1999 في واشنطن بمبادرة من وزير المالية الكندي بول مارتن، على هامش اجتماعات وزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية لدول مجموعة السبع الصناعية الكبرى. وكان الهدف من هذه القمة هو مواجهة الأزمة الآسيوية عامي 1997 و1998، حيث ظهرت الحاجة لضم الدول الناشئة الكبرى للمحادثات المتعددة الأطراف بشأن الاقتصاد والاستقرار المالي.
كما مثلت مجموعة العشرين فرصة للدول الأعضاء لمناقشة الإشكاليات واسعة النطاق مثل التنمية المستدامة والطاقة والحد من الاحتباس الحراري، وخلال جائحة كوفيد-19، أنشأت مجموعة العشرين الية “كوفاكس” للتنسيق العالمي مما أتاح إرسال ملياري جرعة تطعيم للدول الأكثر فقرا.
وتعمل مجموعة العشرين من خلال عدة آليات على رأسها قمة رؤساء الدول والحكومات للدول الأعضاء حيث عقدت القمة الأولى في واشنطن عام 2008، واجتماعات وزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية لدول المجموعة بحضور عدد من المنظمات الدولية منها صندوق النقد والبنك الدوليين ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، لبحث قضايا من بينها تمويل الدول النامية في ظل الأزمات المتعددة والممتدة. وتتضمن آليات مجموعة العشرين أيضا القمة الاجتماعية لدول العشرين على مستوى وزراء عمل الدول الأعضاء.
والدول الأعضاء في مجموعة العشرين هي استراليا وكندا والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والهند وروسيا وجنوب أفريفيا وتركيا والأرجنتين والبرازيل والمكسيك وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا والصين وإندونيسيا واليابان وكوريا الجنوبية.
وتمثل مجموعة العشرين ثلثي تعداد سكان العالم و90% من الناتج الإجمالي الوطني العالمي و80% من حجم المبادلات التجارية العالمية.
وقد وجهت البرازيل الدعوة ل 19 دولة غير عضو لحضور القمة هذا العام من بينها مصر والإمارات وقطر وأسبانيا ونيجيريا وموزامبيق والنرويج وماليزيا وأنجولا.
وبعد البرازيل، ستتولى جنوب أفريفيا رئاسة مجموعة العشرين لعام 2025 ثم الولايات المتحدة لعام 2026.
المصدر: أ ش أ