تشهد القمة العربية التي تستضيفها المملكة الأردنية الهاشمية يوم الأربعاء المقبل، حضور 17 زعيما عربيا وهو تمثيل يفوق ما شهدته القمم العربية التي انعقدت خلال الأعوام الأخيرة.
وأضاف مصدر دبلوماسي رفيع المستوى يشارك في الاجتماعات التحضيرية لقمة عمان والتي تعقد في منطقة البحر الميت (55 كلم جنوب غرب عمان)، أن مصر ستكون ممثلة بوفد رفيع المستوى برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، كما ستشهد حضور جميع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، باسثتناء الإمارات وسلطنة عمان والتي سيمثلهما نائبان عن الرئيس والسلطان، بخلاف حضور ممثل عن الرئيس الجزائري لأسباب صحية، فيما يمثل العراق رئيس وزرائها حيدر العبادي مع استمرار غياب التمثيل السوري، حتى يتم شغل مقعدها بعد التوصل لحل العملية السياسية في البلاد، بحسب موقف مجلس جامعة الدول العربية،على الرغم من مطالبة العراق بوجود ممثل عن سوريا بالقمة.
وقال المصدر، فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إنه سيشارك أيضا في القمة بدعوة من الدول المضيفة لها كل من الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي فيدريكا موجريني ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين ورئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل السلمي إلى جانب ممثل عن الرئيس الروسي.
وأضاف المصدر أنه “على الرغم من سعي الأردن إلى إنجاح هذه القمة من حشد التمثيل الكبير لها والابتعاد عن طرح الخلافات والتوافق التام على القضايا المطروحة في جدول الأعمال، إلا أن العديد من الدبلوماسيين يتحدثون عن أن هذه القمة ستكون “قمة بلا مفاجآت”، ومن المتوقع أن يعقد على هامش القمة لقاءات ثنائية وثلاثية بين القادة والزعماء العرب لبحث العديد من الملفات التي تخص العلاقات الثنائية بين الدول العربية بعضها البعض.
وأكد المصدر أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني يعوّل على نجاح هذه القمة للحصول على دعم وتوافق عربي قوي في تحركه الدولي (بصفته رئيسا للقمة العربية) لطرح القضايا والملفات العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، ولا سيما قبيل زيارته المرتقبة إلى واشنطن ومباحثاته مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
و فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، سيتم التأكيد مجددا على الالتزام بمبادرة السلام العربية والتي أقرتها القمة العربية العام 2002 من دون أي تغييرات أو تعديلات أو تطوير للمبادرة، وعلى التزام الدول العربية على مبدأ حل الدولتين، والتأكيد على أن نقل أية سفارة لدولة أجنبية من تل أبيب إلى القدس سيدمر عملية السلام، وأن الاستيطان في الأراضي المحتلة العام 1967 غير شرعي ويمثل عقبة رئيسة أمام استئناف عملية السلام.
ومن المتوقع أن “قمة عمان” ستصدر في ختام أعمالها إعلانا بعنوان “إعلان عمّان” سيتضمن التأكيد على عدة محاور وقضايا،من بينها القضية الفلسطينية ورفض التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية للدول العربية وكذلك التأكيد وللمرة الأولى على تفعيل دور الجامعة العربية في حل القضايا العربية والإقليمية، بجانب التأكيد على تقديم الدعم والمساندة للدول المضيفة للاجئين، ولا سيما دول الجوار السوري ومصر.
ويبحث القادة والزعماء العرب خلال القمة 16 بندا، يأتي في مقدمتها القضية الفلسطينية، باعتبارها القضية المركزية وقضية العرب الأولى، والصراع العربي – الإسرائيلى ومستجداته والجولان العربي السوي المحتل وتطورات الأزمة السورية وتطورات الأوضاع في كل من ليبيا واليمن والصومال ودعم السلام والتنمية في السودان وصيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب والتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية وتطوير جامعة الدول العربية والعمل الاقتصادي والاجتماعي العربي المشترك وأزمة اللاجئين السوريين.
من ناحية أخرى،يعقد بعد غد الاثنين اجتماع للجنة الوزارية الرباعية المعنية بالتدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية على هامش اجتماع وزراء الخارجية، وذلك بناء على طلب من الإمارات بهدف بحث ومراقبة الأنشطة والتدخلات الإيرانية في الشأن الداخلي العربي، ولاسيما مع استمرار احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث “طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى”، بجانب تدخلاتها السافرة في اليمن وسوريا والبحرين والعراق ولبنان، والسبل الكفيلة للحد من هذه الأنشطة ولجمها.
وقد اتخذت السلطات الأردنية إجراءات أمنية غير مسبوقة في منطقة البحر الميت (55 كيلومترا جنوب غرب العاصمة عمان) حيث مقر انعقاد القمة الـ 28 ،من خلال نشر الأكمنة واللجان الأمنية بطول الطريق الواصل من مطار الملكة علياء “جنوب عمان” وحتى منطقة البحر الميت، فيما ازدان الطريق نفسه باللافتات وأعلام الدول العربية وبجانب كل علم بيت شعر من نشيدها الوطني ومعلم من معالمها التاريخية والسياحية، ولم تستثن المملكة الأردنية في ذلك الجمهورية العربية السورية،رغم أن مقعدها سيكون شاغرا في أعمال هذه القمة بموجب قرار سابق لمجلس الجامعة العربية منذ العام 2012.