يعقد القادة العرب قمة الأربعاء المقبل في الشونة على البحر الميت غرب العاصمة الأردنية تتصدرها النزاعات في سوريا والعراق واليمن وليبيا والصراع الفلسطيني-الإسرائيلي وسبل مكافحة الإرهاب.
وسيشارك الموفد الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا في القمة.
ويبدأ وزراء خارجية الدول العربية الاثنين وعلى مدى يومين اجتماعات تمهيدية في مركز الملك حسين بن طلال للمؤتمرات في منطقة البحر الميت (50 كلم غرب عمان).
وقال وزير الدولة الأردني لشؤون الاعلام محمد المومني السبت ان دي ميستورا سيحضر القمة العربية من أجل اطلاع المسؤولين على آخر مستجدات العملية السياسية في سوريا.
ويصل دي ميستورا إلى عمان قادما من جنيف حيث تنعقد الجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة برعاية الأمم المتحدة بين ممثلي الحكومة السورية واطراف المعارضة، وتتمحور حول المرحلة الانتقالية في سوريا ومكافحة الإرهاب، إلا أن أي نتيجة إجابية على صعيد إحراز تقدم نحو حل النزاع الدامي المستمر منذ ست سنوات، لم تظهر في الأفق.
وبحسب المومني، فان مبعوثين رئاسيين من الولايات المتحدة وروسيا ومبعوثا من الحكومة الفرنسية سيحضرون أيضا الجلسة الافتتاحية للقمة العربية، بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش.
وستتمثل الدول الـ22 الاعضاء في الجامعة العربية في هذه القمة، باستثناء سوريا التي علقت الجامعة عضويتها العام 2011.
وتعارض دول عربية رئيسية خصوصا السعودية نظام الرئيس بشار الأسد الذي يحظى بدعم عسكري وسياسي من موسكو وطهران.
وتشهد سوريا نزاعا داميا تسبب منذ مارس 2011 بمقتل أكثر من 320 الف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية وبنزوح ولجوء اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
وستركز القمة على أزمة “الجوء السوري”. ويتوزع حوالى خمسة ملايين سوري في دول الجوار. ويستضيف الأردن أكثر من مليون منهم، بحسب السلطات.
كما سيتم بحث تطورات الأوضاع في العراق واليمن وليبيا و”صيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب”.
وذكر المومني أن “هناك توافقاً عربياً متكاملاً في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف”.
واوضح أن “العديد من الدول العربية تسهم بشكل عسكري مباشر في مكافحة الإرهاب والتطرف”، مؤكداً أن “الحرب على الإرهاب هي حربنا”.
وشدد على “أهمية محاربة العصابات الإرهابية من خلال منع التدفق عبر الحدود وتجفيف مصادرها التمويلية، فضلاً عن المواجهة الفكرية والأيديولوجية للتطرف والإرهاب”.
كما سيتم، بحسب الوثائق، بحث “التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدور العربية” و”احتلال إيران للجزر العربية الثلاث التابعة لدولة الإمارات” و”اتخاذ موقف عربي إزاء انتهاك القوات التركية للسيادة العراقية”.
وبحسب وثائق حصلت عليها وكالة فرانس برس بعد اجتماعات المندوبين الدائمين، ستبحث القمة 17 بندا تتناول مجمل القضايا العربية وعلى رأسها “التطورات السياسية للقضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي وتفعيل مبادرة السلام العربية”، بالاضافة إلى تطورات الاوضاع في القدس وملف الاستيطان.
وقال المومني إن هذه القضية “تتصدر برنامج اعمال القمة باعتبارها القضية المركزية”.
واضاف “إننا نريد حلاً عادلاً وشاملاً للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وهذا مطلبنا أمام العالم أجمع، حيثُ أننا دعاة سلام، إلا أن هناك طرفاً آخر يرفض ذلك”.
وأضاف أن “غياب العدالة وانعدامها للشعب الفلسطيني هو سبب رئيس وأساسي لعدم استقرار الإقليم، ويخلق بيئة لخطاب التطرف والإرهاب”.
وجهود السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين متوقفة بالكامل منذ فشل المبادرة الاميركية في أبريل 2014.
ومن المواضيع المطروحة أيضا “دعم السلام والتنمية في السودان ودعم الصومال”.
ويتوقع أن يشارك 17 من قادة الدول في القمة، بينهم، إلى جانب العاهل الأردني عبد الله الثاني، العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.
وسيغيب عن القمة الرئيس الجزائري “لأسباب صحية”.
واتخذت السلطات الأردنية إجراءات أمنية مشددة على طول الطريق المؤدي إلى مركز الملك حسين بن طلال للمؤتمرات.
وازدان الطريق المؤدي إلى البحر الميت بأعلام الدول العربية وإلى جانب كل علم بيت شعر من نشيدها الوطني وصورة لمعلم من معالمها التاريخية والسياحية.
وتعقد القمة العربية في الأردن للمرة الرابعة بعد قمم 1980 و1987 و2001. وكان يفترض أن تعقد القمة الحالة في اليمن الذي اعتذر عن استضافتها.
وينص ميثاق جامعة الدول العربية على تناوب أعضاء المجلس على الرئاسة حسب الترتيب الأبجدي للدول الأعضاء.
وعقدت آخر قمة عربية في موريتانيا يومي 25 و26 يوليو الماضي بحضور سبعة من قادة الدول الـ22.
المصدر : أ ف ب