عقدت ظهر اليوم فى العاصمة القبرصية نيقوسيا قمة ثلاثة مصرية – قبرصية – يونانية بين الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس القبرصى نيكوس انستاسيادس ورئيس الوزراء اليونانى اليكسيس تسيبراس .
تناولت القمة العديد من القضايا فى مقدمتها التعاون المشترك بين الدول الثلاث إضافة الى بحث تدعيم العلاقة بين الاتحاد الاوروبى و العالم العربى .
وعقب القمة عقد مؤتمر صحفى مشترك للزعماء الثلاثة رحب فيه الرئيس القبرصى بضيفيه السيسى وتسيبراس مؤكدا وأكد أن التعاون والحوار بين الدول الثلاثة لا يوجه ضد دولة أخرى ولكنه يعد نموذجًا يحتذى به فى المنطقة.
من جهته أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي عن سعادته لاجتماعه في قبرص اليوم مع الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس مشيدا – خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم بالقصر الرئاسي بالعاصمة القبرصية نقوسيا – بالعلاقات الوطيدة بين البلدين.
كما اعرب السيسي عن سعدته للقاء رئيس وزراء اليونان الكسيس تسيبراس في القمة الثلاثية التي جرت بينهم صباح اليوم.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس السيسي..
“يطيب لي أن أعرب لكم مجددا عن مدى سعادتي بأن نجتمع على أرض قبرص الصديقة وأن التقي مجددا بفخامة الرئيس القبرصي وأن أشيد بعلاقات بلادنا التاريخية والوطيدة , وأؤكد على موقفنا الثابت من القضية القبرصية القائم على حرصنا على وحدة الشعب القبرصي بكل طوائفه وسيادة واستقلال كامل أراضيه , كما يسعدني أيضا أن التقي بدولة رئيس الوزراء اليوناني الذي أثمن حرصه على المشاركة وتأكيد سك بلاده بآلية المشاورات السياسية بين دولنا الثلاث , هذه الدورية التي انطلقت في القاهرة على مستوى القمة في 8 نوفمبر 2014 يأتي اللقاء الأول به اليوم عقب أيام قليلة من استقبال مصر رئيس جمهورية اليونان.
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسى , “وكما أن للتاريخ منطقه وللجفرافيا مقتضياتها فإن التحام الحضارتين الإغريقية والمصرية القديمة كان له إسهامه الفريد في صهر علاقاتنا الفريدة المتفرده عبر التاريخ في بوتقة حضارية امتزجت فيها قيم الأصالة وفضيلة التسامح وإعلاء قيمة المعرفة فكان لإنتاج ذلك المزيج الحضاري المبدع أثره التنويري وإشعاعه الثقافي ووجهه العلمي الذي غير مجرى التاريخ .
إننا إذا كنا نستمد العزيمة من استذكار ماضينا وتراثنا المشترك , فإننا نتطلع سويا إلى صنع مستقبل مشرق يوفر الحياة الكريمة لشعوبنا لكي تعيش في حقبة تقديرا للمواقف القوية التي اتخذتها الدولتان.
علاقات يسودها السلام والتسامح والاستقرار والرفاهية والعدالة الاجتماعية يجمع البحر المتوسط بيننا ويحفزنا على تبني صيغة العيش المشترك.
وها نحن اليوم نجتمع مجددا لخير بلادنا وشعوبنا متمسكين بقيمنا الأصيلة الراسخة متطلعين بنظرة عصرية إلى غد آفاقه أكثر رحابه لكافة شعوب المنطقة.
إن شعب مصر يتابع باهتمام اجتماعنا اليوم ولعلكم شعرتم بالمكانة التي تحتلها قبرص واليونان لدى الشعب المصري فهي مكانة مكتسبة على مر التاريخ إلا أنها ازدادت رسوخا في نفوس المصريين تقديرا للمواقف القوية التي اتخذتها الدولتان لمساندة الإرادة الشعبية المصرية الحرة في 30 يونيو 2013.
وتابع الرئيس عبدالفتاح السيسى , قائلا “ناقشنا اليوم فتح آفاق جديدة للتعاون بين بلادنا في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية , وكذا في مجالات الطاقة والسياحة والنقل البحري خاصة في أعقاب مؤتمر تنمية ودعم الاقتصاد المصري الذي انعقد في شرم الشيخ في الفترة من 13 الى 15 مارس الماضي , هذا المؤتمر الذي أظهر الحيوية التي يتمتع بها الاقتصاد المصري والفرص الكاملة للاستثمار فيها ولقد عكست المشاركة الدولية الواسعة في المؤتمر الثقة المتزايدة في إمكانات النهوض الاقتصادي والاجتماعي لمصر.
ومن ثم فإننا اتفقنا على أن نرتقي بمستوى التعاون بيننا بما يتناسب مع مستوى العلاقات والتنسيق السياسي القائم بيننا ولكي توفر دولنا مدخلا طبيعيا لعزيز التعاون بين أفريقيا وأوروبا”.
وفيما يتعلق بشئون منطقتنا المشتركة فقد توافقت رؤيتنا حول أهمية توافر الإرادة الجماعية لدحر الإرهاب والقضاء عليه من خلال رؤية شاملة تشمل كافة الأبعاد السياسية والاجتماعية والتنموية وتأتي مدعومة بجهود المجتمع الدولي لتجفيف منابع الإرهاب ووقف إمداد الجماعات المتطرفة بالمال والسلاح.
وتابع قائلا “يؤلمنا جميعا أن تقوم جماعات التطرف والإرهاب التي تستقى أفكارها المتطرفة من مصدر واحد بارتكاب جرائمها تحت ستار الدين , ونرى تلك الجرائم البشعة في صور مجازر جماعية آثمة يتم اختيار ضحاياها وفقا للهوية والديانة.
اسمحوا لي هنا باسمنا جميعا وباسم الإنسانية أن نقدم التعزية لأشقائنا الأثيوبيين الذين تم نحرهم في ليبيا منذ أيام قليلة.
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسى فى المؤتمر الصحفى المشترك ” اتفقنا على العمل سويا للإسهام في التوصل إلى حلول دائمة وتسويات عادلة لقضايا منطقة الشرق الأوسط , وعلى رأسها القضية الفلسطينية وإحياء جهود السلام بهدف تحقيق حل الدولتين وفقا لقرارات الشرعية الدولية وصولا إلى إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود 4 يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف ” شددنا على أهمية تكاتف الجهود الدولية بهدف استعادة الاستقرار إلى ليبيا ودعم شرعية المؤسسات الوطنية وأعربنا عن قلقنا العميق إزاء تدهور الأوضاع الأمنية في هذا البلد الشقيق والتهديدات الإرهابية التي تلقي بظلالها على أمن واستقرار دول الجوار والدول المتوسطية , واتفقنا على ضرورة المضي قدما في مواجهة الجماعات الإرهابية بالتوازي مع الجهود السياسية الدولية الجارية لتحقيق الوفاق الوطني وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
أعبر مرة أخرى عن سعادتي بزيارة قبرص والالتقاء بزعيمين متميزين لدولتين صديقتين وأرى أن اجتماع القمة الثاني لدولنا الذي يجىء بعد ستة أشهر فقط من اجتماعنا الأول يعكس بوضوح عزم دولنا على تعميق التعاون فيما بينها بما يصون مصالح شعوبنا ودعم الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب في شرق المتوسط منطقة الشرق الأوسط يوفر نموذجا ناجحا للتعاون الأورومتوسطي لصالح مواطنينا.
أشكركم باسم كل مصري ومصرية على حفاوة الاستقبال والأجواء الإيجابية التي سادت الزيارة وما لمسناه في اجتماعاتنا من نية صادقة وإرادة سياسية واضحة لإعطاء دفعة جديدة لعلاقتنا المتميزة.
المصدر: وكالات